أكد مشاركون في معرض البناء السعودي 2012 - الذي يستضيف أكثر من 800 شركة متخصصة من 35 دولة، في مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض، الذي اختتم فعالياته الأربعاء الماضي - أن قائمة المشاريع الإنشائية التي يجري العمل بها في المملكة وتشمل معظم القطاعات الحكومية والخاصة جعل السوق السعودية هدفاً مغرياً لمعظم شركات مواد البناء في العالم. وأشاروا إلى أن المعرض هذا العام يحوي أحدث ما تم التوصل إليه في مجال صناعة الحديد، ومواد البناء ومعدات تصنيع الأحجار ومنتجات التشطيب المعماري ومنتجات الحجر والرخام والجرانيت، وأدوات وتقنيات البناء والخدمات الهندسية، ومواد البنى التحتية وأنظمة الأمن والسلامة، إضافة إلى منتجات أخرى. ويأتي ذلك في الوقت الذي أكدت الدراسات أن المملكة تصدرت الدول الخليجية في قائمة المشاريع التي ستسلم للمقاولين بين العام الحالي وعام 2016، وتقدر قيمتها بأكثر من 1.2 تريليون ريال. وقال مدير المعلومات في الجناح الألماني المشارك في المعرض سبتيان سونس إن سوق المشاريع والبناء السعودي هي من أكبر الأسواق في المنطقة، ولا سيما أنه يضخ سنوياً مشاريع كبيرة في مختلف القطاعات الحكومية والخاصة، يتجاوز حجمها بلايين الريالات. وأشار إلى أن هناك إقبالاً وطلباً كبيراً من المستثمرين والتجار السعوديين على المنتجات الألمانية المتخصصة في قطاع البناء والتشييد، إضافة إلى بناء بعض المصانع في المملكة المتخصصة في تلك المنتجات. ولفت سونس إلى أن المنتجات الألمانية المتخصصة في البناء والتشييد والآلات المتنوعة تحتل المرتبة الرابعة عالمياً بين المنتجات، وهي من أهم خمس شركات متخصصة في السوق السعودية. وأضاف أن المستهلك السعودي يثق بشكل كبير في المنتجات الألمانية، لجودتها وتوافرها في جميع الأسواق، على رغم ارتفاع أسعارها، إلا أنها الأفضل جودةً مقارنة بالمنتجات الأخرى. وأكد سونس أن النمو السكاني في المملكة وارتفاع الطلب على المشاريع المختلفة التجارية والسكنية أسهم في إيجاد تنافس الكثير من الشركات العالمية المتخصصة في منتجات البناء والآلات على الاستحواذ على جزء كبير من السوق السعودية. وأوضح أن هناك أكثر من 11 شركة ألمانية جديدة تشارك في هذا المعرض للمرة الأولى، بسبب ارتفاع الطلب على المنتجات الألمانية، في ظل حجم المشاريع الكبيرة التي تطرحها المملكة سنوياً وبلايين الريالات التي تضخها فيها. وقال مسؤول المبيعات في شركة سيراميك رأس الخيمة سامر يونان إن منتجات شركته منتشرة في العالم وفي نحو 160 دولة وترتكز بشكل كبير على الأسواق الخليجية، ولا سيما سوق المملكة التي هي أكبر سوق في المنطقة. وأكد أن شركته تبيع في السعودية أكثر من 20 مليون متر سنوياً من السيراميك، ومن الأنواع المختلفة، إضافة إلى أن وجودها منذ أكثر من عشر سنوات في السوق السعودية جعل المستهلك يثق في تلك المنتجات. ونفى أن تكون هناك عوائق تعترض تسويق منتجاته في المملكة، ولا سيما أن المنافسة مع المنتجات العالمية المشابهة ضعيفة بسبب جودة منتجاتهم. من جهته، قال المقاول عبدالله بن عوض إن مشاريع البنى التحتية الكبرى في المملكة، التي تقدر قيمة عقود البناء الممنوحة فيها هذا العام بأكثر من 187.5 بليون ريال، مقارنة بنحو 262.5 بليون ريال في 2011 تعكس حجم المشاركة في المعرض، حيث نشهد إقبالاً كبيراً على المعرض، سواء من الشركات العالمية أم العربية أو الخليجية، إضافة إلى حجم الزوار الذي يشهده المعرض منذ انطلاق فعالياته إلى نهايته. وأشار إلى أن هناك مشاريع في المملكة ما زالت في طور المناقصة وتتطلب توافر مواد بناء بكميات كبيرة، مثل الحديد والأسمنت وغيرها من المنتجات الأخرى، متوقعاً أن يستمر نمو سوق المشاريع في المملكة خلال السنوات المقبلة بسبب النمو الاقتصادي الكبير في مختلف القطاعات وحجم الأموال التي تضخها الدولة سنوياً في تلك المشاريع. ولفت عوض إلى أن كبر حجم سوق المملكة جعلها السوق الأولى المستهدفة في المنطقة لدى الكثير من الشركات، ولا سيما أن المؤشرات تشير إلى أن عقود البناء الممنوحة في العام المقبل من المتوقع أن تتجاوز 262.5 بليون ريال سنوياً ابتداءً من العام المقبل.