أعد ديكور برنامج «إعادة اللقاء» الهولندي ليشبه الصف الدراسي العادي، بالمقاعد الخشبية، والسبورة السوداء، والطلاب الذين يتغيرون كل حلقة. صفوف دراسية كامله يجمعها التلفزيون الهولندي مرة اخرى وكل اسبوع، وبعد سنوات طويلة أحياناً على تفرقها، يعيدها غالباً الى السنة النهائية من المدارس الثانوية، قبل ان تنطلق المجموعة الى الحياة الواسعة بعدها. تصور كاميرا البرنامج الدقائق الاولى من وصول الطلاب الى (الصف التلفزيوني)، جلوسهم في الترتيب نفسه الذي كانوا يجلسون عليه عندما جمعهم صف الدراسة السابق، النظرات التي يتبادولها فيما بينهم، ضحكاتهم الشقية، خجلهم من الموقف الغريب. اجتهادهم في تذكر اسماء ووجوه بعض رفاق الدراسة السابقين. وبدل المعلم في الصف الدراسي العادي، يحل المقدم التلفزيوني، الذي يعود بالطلاب الى تلك السنوات، مستعيناً بالصور الفوتوغرافية القديمة او افلام الفيديو النادرة. ليبدأ البرنامج بتقديم بعض من قصص الصف والطلاب، تفوّق البعض، وعلاقات الغرام، والمشاكل التي صادفت بعضهم. بعد ذلك يبدأ البرنامج في التحري عن السنوات التي اعقبت نهاية المدرسة الثانوية الى الزمن الحالي، قصص النجاح والفشل، زواج واولاد، وموت احياناً. وعلى رغم ان البرنامج الذي تقدمه القناة الاولى الهولندية، يدعو في نهاية كل حلقة، الراغبين في ان يكون صفهم الدراسي احد صفوف البرنامج القادمه للاتصال بالبرنامج، الا ان من الصعب تصديق ان البرنامج يمكن ان يقبل صفاً دراسياً ما، بدون ان تكون هناك قصص مثيرة او درامية في حياة المشتركين فيه. فكل حلقة من البرنامج الناجح، تضم مجموعة من القصص المؤثرة كثيراً، واحياناً الغريبة، عن طالبات وطلاب عاديين، انتهوا الى الثراء الفاحش أو الى وظائف كبيرة، بعضها في دول مختلفة، مثل السيدة الهولندية، التي كانت خجوله كثيراً اثناء مراهقتها، والتي تشرف الآن على ادارة إحدى المنظمات الانسانية في العراق، ومتزوجة من شخصية عراقية إعلامية معروفة. لا يقدم البرنامج قصص النجاح فقط، فكل حلقة تضم ايضاً مآساتها الخاصة، البعض من الطلبة الاذكياء وقتها، انتهوا الى الإدمان، والبعض مر بتجارب العيش في الشارع، وهناك من رحل عن هذا العالم، ليكون البرنامج فرصة لتذكر طفولته او مراهقته، وتسكب في الغالب دموع على فتاة او فتى الصف الغائب، والذي يترك مكانه فارغاً ضمن مقاعد الطلبة. وينجز فريق البرنامج وفي كل حلقة من حلقاته مجموعة من التقارير التلفزيونية، التي تأخذه خارج الصف التلفزيوني، ليقدم بتركيز هذه المرة، لقاءات مع طلبة معينين، ويقدم بعضاً من يومياتهم وانشغالاتهم، ويذهب احياناً الى دول مختلفة يقدم حياة اولئك الذين هاجروا وتركوا البلد، بحثاً عن حياة أخرى. ومع برنامج «اعادة اللقاء» والذي تقدمه قناة حكومية هولندية، هناك برنامج آخر تقدمه قناة هولندية تجارية بنفس الأجواء تقريباً، لكن مع نفس تجاري واضح، فبرنامج «طلاب الصف» والذي تقدمه قناة «RT4»، يستعين بنجم ما لمنحه الإثارة التي تطلبها القناة التجارية في برامجها، حيث يُستبعد طلاب الصف الذين كانوا مع النجم في المدرسة، يستعيدون ذكرياتهم مع الشخصية المعروفة الآن، مع اهتمام بسيط جداً بالصف او المدرسة وظروف الحياة وقتها. وتأتي هذه النوعية من البرامج والتي تستذكر ايام الدراسة، ضمن اتجاه عام للحفاظ على ذكريات واصدقاء زمن الدراسة او العمل، فنجاح مواقع الكترونية كثيرة للتواصل الاجتماعي مثل «الفايس بوك»، اعتمد في البدايات على رغبة الكثيرين في التواصل مع الاصدقاء القدامى، وهي رغبة ليست طارئة على المجتمعات الاوروبية والغربية، والتي ينظم الكثير منها لقاءات كل عدة سنوات مع اصدقاء الطفولة او الدراسة، في حين تختفي الحاجة عند مجتمعات اخرى، لذلك ليس غريباً غياب ترجمة عربية دقيقة لكلمة « reunion» الانكليزية، والتي تملك معناها الخاص في تلك اللغة او لغات أخرى!