تباين موقفا طهرانوموسكو أمس في شأن إمكان إبرام اتفاق يتيح تبادل نفط إيراني في مقابل سلع روسية. وبدأ في طهران أمس، اجتماع يُختتم اليوم ل «اللجنة الحكومية الروسية- الإيرانية المشتركة للتعاون التجاري الاقتصادي»، علماً بأن وسائل إعلام رسمية روسية أوردت أن طهرانوموسكو وقّعتا خلال زيارة وزير النفط الإيراني بيجن نمدار زنكنه روسيا الشهر الماضي، «مذكرة تفاهم مدتها 5 سنوات لتوسيع التعاون التجاري والاقتصادي في مختلف المجالات، بما في ذلك الطاقة (النفط مقابل بضائع)، إضافة إلى تقديم خدمات مصرفية لرجال الأعمال الروس والإيرانيين» في البلدين. وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك الذي التقى نظيره الإيراني حميد جيت جيان ورئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية علي أكبر صالحي، قال إن العقوبات الغربية على موسكو بسبب النزاع في أوكرانيا، «لا تعرقل تعاونها مع إيران، خصوصاً في قطاع الطاقة». وأضاف أن «روسيا تتعاون مع إيران منذ زمن، وتطوّر مشاريع مشتركة ذات منفعة متبادلة في الطاقة والنفط والغاز والطاقة النووية السلمية». وأعلن أندريه غورماخ، النائب الأول للرئيس التنفيذي لشركة الحبوب المتحدة الروسية المملوكة للدولة، أن موسكووطهران تجريان محادثات في شأن تزويد إيران حبوباً روسية في مقابل نفط. وأشار إلى أن الشركة مستعدة لتزويد طهران بين مليون ومليونين من الحبوب سنوياً. لكن علي ماجدي، مساعد وزير النفط الإيراني، أعلن أن طهرانوموسكو «تريدان تعزيز تعاونهما في النفط والغاز والبتروكيماويات والتكرير»، مستدركاً أن «مسالة تبادل النفط مقابل سلع ليست إطلاقاً على جدول أعمال» اجتماع لجنة التعاون الإيرانية- الروسية. وأوردت وسائل إعلام روسية أن محادثات طهران تشمل شراء روسيا 70 ألف برميل من النفط الإيراني يومياً، إذ تعتبر موسكو أن الأمر لا ينتهك العقوبات الدولية المفروضة على إيران بسبب برنامجها النووي. في المقابل، على إيران تأمين أغذية لروسيا التي قررت وقف استيراد سلع أوروبية وأميركية، رداً على العقوبات المفروضة عليها بسبب أزمة أوكرانيا. واعتبر زنكنه أن «العلاقات الاقتصادية الإيرانية– الروسية لم ترقَ العام الماضي إلى المستوى المنشود»، إذ بلغت 1.5 بليون دولار، لافتاً إلى إمكان رفعها أكثر من 10 مرات، ودعا اقتصاديين إيرانيين إلى «الإفادة من الطاقات الاقتصادية المتاحة في روسيا»، مشيراً إلى أن لدى طهران «سلعاً وخدمات كثيرة جودتها عالمية، يمكن أن تلبّي جزءاً من حاجة السوق الكبرى في روسيا». أما جيب جيان، فلفت إلى إمكان تعاون طهرانوموسكو في تشييد 8 محطات كهربائية قوتها 2800 ميغاواط، في صفقة قيمتها 10 بلايين دولار. إيران - كازاخستان في غضون ذلك، وقّعت إيران وكازاخستان اتفاقات تعاون في النقل الدولي والتجارة والصناعة. جاء ذلك خلال زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني، الذي شدد على أن لدى الجانبين «إرادة لتطوير العلاقات في مختلف المجالات»، مضيفاً: «تواجه المنطقة أزمات متأججة، من أفغانستان إلى فلسطين، وتسوية هذه التحديات تتطلّب تعاوناً وشراكة بين إيران وکازاخستان». أما رئيس كازاخستان نور سلطان نزارباييف، فأعلن أن بلاده «ترغب في تعزيز علاقات شاملة مع إيران»، معرباً عن أسفه لمستوى التبادل التجاري بين البلدين. ووصف طهران بأنها «شريك موثوق في المنطقة وبحر قزوين». من جهة أخرى، علّق رئيس مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني علي لاريجاني على قول وزير الخارجية الأميركي السابق هنري كيسنجر إن إيران تشكّل «مشكلة أكبر» من تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، معتبراً أن لديها «فرصة أكبر لإقامة امبراطورية» في المنطقة. وقال لاريجاني إن «إيران لا تستهدف إقامة امبراطورية، بل تسعى إلى تعزيز وحدة الأمة الإسلامية»، وزاد أن طهران «تتّبع سياسات مستقلة في الخليج والمنطقة من دون أن تتبع القوى العالمية، وهدفها ترسيخ الاستقرار وتعزيز العلاقات مع دول الجوار».