كشف قائد كبير في «شبكة حقاني» التي تعتبرها الولاياتالمتحدة أخطر فصيل لمسلحي حركة «طالبان» في أفغانستان أن الشبكة ستشارك، بتوجيهات من زعمائها في الحركة، في محادثات سلام مع الولاياتالمتحدة، فيما ستواصل في الوقت ذاته الضغط على القوات الغربية عبر استهدافها بهجمات ضخمة، والسعي إلى تحقيق هدف إنشائها دولة إسلامية. واتهم القائد الذي رفض نشر اسمه الولاياتالمتحدة بأنها غير مخلصة في جهود السلام، وتحاول التفريق بين الشبكة التي تنشط في المنطقة الحدودية بين باكستانوأفغانستان، و «طالبان»، فيما تصر الشبكة على أنها جزء من الحركة الأفغانية وضرورة التنسيق معها في ما يتعلق بأي عملية سلام. وقال مشيراً إلى مجلس قيادة المتشددين: «إذا قرر مجلس الشورى المركزي الذي يرأسه الزعيم الأعلى في طالبان الملا محمد عمر إجراء محادثات مع الولاياتالمتحدة فسنرحب بذلك»، علماً أن واشنطن أدرجت في أيلول (سبتمبر) الماضي الشبكة على لائحة الإرهاب، ما شكل بحسب قادتها دليلاً على عدم إخلاص واشنطن تجاه جهود السلام في أفغانستان. وأعلن القائد أن «شبكة حقاني» سعيدة بإعادة انتخاب الرئيس الأميركي باراك أوباما، معتبراً أن الخسائر في القتال أضعفت معنوياته، وقد تدفعه إلى سحب القوات الأميركية قبل الموعد المقرر في نهاية 2014، «لأن قواته لا تستطيع تحمل المزيد». وأكد أن الشبكة تتطلع إلى الفوز، وقال: «سنشكل حكومة إسلامية محضة يقبلها الشعب. ننتشر في كل أنحاء أفغانستان، ونستطيع شن هجمات في أي مكان وفي أي وقت، لذا نقترب جداً من النصر». وكانت «طالبان» علقت محادثات السلام الحديثة العهد مع الولاياتالمتحدة في آذار (مارس) الماضي، وصرح مسؤول أفغاني بارز يشارك في جهود المصالحة الأسبوع الماضي أن الحكومة أخفقت في ترتيب محادثات مباشرة مع الحركة، مستبعداً إحراز تقدم مهم قبل عام 2014. لكن «شبكة حقاني» قد تمثل أكبر تحدٍ أمني للرئيس الأميركي في مسعاه لإشاعة الاستقرار في أفغانستان قبل انسحاب معظم القوات الأجنبية القتالية عام 2014، لأنها تمارس حرب عصابات شرسة، وتدير شبكة تمويل واسعة قد تجعلها المفسد الأكبر لجهود السلام. وأمس، تبنت «طالبان» إطلاق ثلاثة صواريخ على العاصمة كابول، ما أسفر عن سقوط قتيل وجريحين. وأوضح قائد شرطة العاصمة محمد أيوب سلانغي أن مصدر الصواريخ هو منطقة كروم في ضاحية كابول، وأن أحدها سقط قرب محطة «شمشد تي في» التلفزيونية الناطقة بلغة الباشتون، والثاني قرب مديرية الاستخبارات فيما سقط صاروخان قرب مطار كابول. وأشار سلانغي إلى العثور على صاروخ خامس لم ينفجر مع هاتف كان سيستخدم كصاعق. ويندر إطلاق صواريخ على كابول التي هزتها ثلاثة هجمات كبيرة هذه السنة، استهدف أولها المنطقة الخضراء، حيث مقر السفارات والمقر العام للحلف الأطلسي (ناتو)، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى غالبيتهم من المهاجمين، بعد قتال استمر 17 ساعة. ثم اهتزت المدينة بعمليتين انتحاريتين نفذتا بفارق عشرة أيام في أيلول (سبتمبر) وأدتا إلى سقوط 20 قتيلاً. واستهدف اعتداء انتحاري آخر فندقاً فخماً يقع على ضفة بحيرة تبعد مسافة 20 كيلومتراً من كابول، وأسفر عن سقوط 18 قتيلاً في حزيران. بانيتا وعلى متن طائرة عسكرية أميركية أقلته إلى أستراليا، صرح وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا بأن «مستشاري الرئيس أوباما يدرسون الوضع لمعرفة عدد الجنود الذين يجب أن يبقوا في أفغانستان بعد 2014، وأن قراراً في هذا الشأن سيُتخذ «خلال أسابيع». وأضاف أن «قائد القوات الحلف الأطلسي في أفغانستان الجنرال الأميركي جون ألن رفع تقارير تضمنت عدة سيناريوات يدرسها حالياً مستشارو البيت الأبيض والبنتاغون. وسيغادر القسم الأكبر من القوات الأميركية أفغانستان نهاية 2014، ولكن أوباما سيحدد مستوى الوجود العسكري بعد هذا التاريخ، والذي سيتراوح بين 10 آلاف و25 ألفاً، فيما لم يحسم أيضاً عدد الجنود «غير المقاتلين» الذين سيبقون في البلاد لتدريب القوات الحكومية. باكستان على صعيد آخر، قتل شخصان وجرح تسعة آخرون في انفجار قنبلة وضعت داخل دراجة هوائية، واستهدفت قافلة تابعة لقوات الحدود الحكومية شبه العسكرية الباكستانية لدى عبورها إقليم بلوشستان (جنوب غرب) الذي يعاني من التمرد الإسلامي والعنف الطائفي بين الغالبية السنية والأقلية الشيعية. وصرح وزير خان ناصر، المسؤول الكبير في الشرطة أن «شخصين كانا يمران في المنطقة قتلا في الانفجار، وجرح تسعة آخرون بينهم ثلاثة جنود».