احتلت مجموعة من مجوهرات «بولغاري» الفاخرة، زاوية من زوايا مهرجان «فن أبوظبي»، في دورته الرابعة حيث تُعرض أعمال توازي في جودتها الأعمال المعروضة في صالات العرض المتخصصة بالفن الحديث والمعاصر في المتاحف. دفء خاص عمّ الزاوية المخصصة لمجوهرات لم تترك مجالاً للسؤال عمّا تفعله في مهرجان «الفن». من خلف الزجاج الشفاف يعمّ بريق الأحجار الكريمة مرصعة بالألماس أو متناسقة مع أحجار نصف كريمة، بانسيابية هندسية تارة وفنية طوراً، لتبدو المجوهرات ناطقة بلغة خاصة يتمنى الناظر إلى المجوهرات أن يفهمها أو يسمعها. عضو جمعية الأحجار الكريمة في بريطانيا، والعالمة في تاريخ المجوهرات أماندا تريوسي وضعت ملخصاً شيّقاً لمسيرة بولغاري في عالم المجوهرات، مركّزة على أهمية المزج الفني بين الألوان ونوعية الأحجار المستخدمة. موضحة أن لا شيء يخضع للصدف، وأن كل قطعة من قطع بولغاري، ما هي إلاّ دراسة ترتكز على علوم وقواعد يطوّعها مصمموها لتتماشى والصورة العامة للدار. ولأن بولغاري أرادت أن يكون دورها في مهرجان «فن أبوظبي» أكبر من مجرّد راعٍ رسمي، عمدت إلى إبراز حسّها المرهف بالجمال وشغفها بالأحجام البارزة والألوان من خلال عمل تركيبي، لا يقل بهاء عن التحف التي احتضنها جناح «بولغاري» بجرأة وبهاء مستوحيين من المجوهرات. وتتجسد التوأمة بين التراث وروح العصر على أرض الواقع عبر عمل إبداعي لمعماريي NaNA) Not a number Architects)، ليمنح زوار المعرض فرصة فريدة لاكتشاف عالم «بولغاري» المتعدد الأوجه. بين تصميم B- Lounge بتوقيع «نانا»، المتمثّلة بشابين وصبية إذا ما جُمعت سنوات أعمارهم لا تشكّل أكثر من نصف عمر دار «بولغاري» وتصاميمها الراقية... برزت تصاميم فريدة تعبّر عن جمال خالص أبدي، بحيث تبدو كل واحدة منها تحفة فنية خالدة. ترجمت بولغاري شغفها الكبير بالماضي في تصاميم معاصرة، لا بل مستقبلية. وتمثل التصاميم التي عُرضت جوهر العلامة التجارية التي ساهمت في صياغة تاريخ المجوهرات بأسلوب قوي ومبتكر. كما تجسد هذه التصاميم المعنى الحقيقي للخبرة والإتقان المقترنين بمفهوم «صنع في إيطاليا».