حض أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الكويتيين على الاقبال على انتخابات مجلس الامة (البرلمان) المقررة مطلع الشهر المقبل وقال ان المشاركة في ممارسة الحق الانتخابي «واجب وطني مستحق وعلى الاخوة والأخوات المواطنين تقع مسؤولية حسن اختيار ممثليهم القادرين على حمل الامانة وتحقيق آمالهم وتطلعاتهم ورفعة وطنهم». وتقاطع المعارضة الكويتية هذه الانتخابات بسبب رفضها لمرسوم اصدره الأمير الشهر الماضي عدل فيه نظام الانتخاب وخفض عدد الاصوات لكل ناخب من اربعة الى واحد. وأغلق الجمعة باب الترشح بعدما سجل 370 مرشحاً ومرشحة اسماءهم وهو رقم يقل بكثير عن العدد المعتاد للمرشحين. وقاطع اكثر من 40 نائباً سابقاً الترشيح. وقال الأمير في كلمة القاها امس في الذكرى الخمسين لاصدار الدستور «لقد عشنا زهاء خمسة عقود من العمل البرلماني بما حملته من نتائج وممارسات بحلوها ومرها ولكي نقطف ثمار مسيرتنا البرلمانية علينا أن نصون تجربتنا بالتقويم الموضوعي والنقد الذاتي البناء فليس عيباً ان تشوبها بعض المثالب ولكن العيب في تجاهل تلك المثالب والتهاون في اصلاحها والتخلص منها». وتابع انه يتفهم «الاختلاف حول سبل اصلاح أمورنا... نتقبل النقد والنصح للارتقاء بمؤسساتنا كما نرحب بل ندعو للمساءلة والمحاسبة لأي مسؤول عن أي خلل أو قصور أو اعتداء على المال العام أو انتهاك وتجاوز القانون ولكن بالحكمة والروية وحسن التقدير والبعد عن الانفعال والتهور» في اشارة الى تظاهرات ومسيرات المعارضة ضد تعديل قانون الانتخاب. وقال «من الوعي والحكمة والعقل أن نتبصر حول المستفيد الاكبر من تعريض البلاد للفوضى والقلاقل ونتساءل أين تصب نتائج هذه الفوضى في المحصلة النهائية فلنتق الله في وطننا وأهلنا في حاضرنا فالديموقراطية التي نريد تعزز الامن ولا تقوضه... تدفع الانجاز ولا تضعفه والحريات التي نرغب تكرس الاستقرار ولا تهدده توحد الصف ولا تفرقه تثري الحوار ولا تقطعه». وأكد انه «لن يكون الأمن والاستقرار بديلاً للحرية والديموقراطية بل هما صنوان متلازمان يمثلان ضمانة أساسية لأمن كل مجتمع واستقراره ولنا فيما آلت اليه الدول ذات الانظمة الديكتاتورية خير شاهد ودليل». ونوه الأمير خلال حديثه عن الدستور «بنيل المرأة الكويتية حقها السياسي في الانتخاب والترشيح والذي يأتي مكملاً لدورها الحيوي المشهود عبر الاجيال في تحمل مسؤولية بناء وصناعة المجتمع الكويتي وتدعيم أركانه». وتحدث الامير عن فئة الشباب في اشارة غير مباشرة الى مشاركتهم في التظاهرات والمسيرات فحذر من سوء توجيههم وقال «إن لم نحسن رعايتهم فالثمن باهظ ونحن جميعاً من يلام إن تخاطفتهم أيدي السوء والدمار.. فهم مادة خصبة ووعاء حاضر تملؤه سموم الوهم والضلال والضياع..». وحذر من المخاطر الاقليمية وقال «علينا ان ندرك حجم المخاطر المتكاثفة التي تتنامى نذرها على المنطقة بأسرها ويتساقط شررها حولنا ... وأن نحسن مراقبة الاحداث التي تحيط بنا بعين واعية وبصيرة ثاقبة حتى نتقي شرورها ونتجنب آثارها واسقاطاتها». ودعت المعارضة انصارها الى تجمع كبير مساء اليوم الأحد تحت شعار «تجمع ارادة امة» امام مجلس الأمة البرلمان وذلك احتفالاً بالذكر الخمسين للدستور ولحض الجمهور على مقاطعة الانتخابات وافشالها. في غضون ذلك اعتقلت سلطات الأمن شابين من الاسرة الحاكمة هما الشيخ عبدالله سالم عبدالله الصباح ونواف المالك الصباح بسبب كتابتهما انتقادات للسلطة في «تويتر» ايدا فيها توجهات المعارضة، وكتب الشيخ عبدالله في حسابه في «تويتر» بعد الافراج عنه أمس ان جهاز أمن الدولة حقق معه في اتهامات منها «التعدي على صلاحيات الأمير والتحريض ضد النظام» نافياً ذلك جملة وتفصيلاً، أما الشيخ نواف المالك فلا يزال محتجزاً.