دعا أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، المواطنين في بلاده للمشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة، من أجل "تعزيز الديمقراطية،" في كلمة تأتي بعد أسابيع من الاضطراب السياسي في البلاد. وقال الصباح في كلمة لمناسبة الذكرى ال50 للمصادقة على دستور الكويت، بثها التلفزيون الرسمي يوم السبت، ونقلتها وكالة الأنباء الحكومية، إن "المشاركة في ممارسة الحق الانتخابي واجب وطني مستحق." وأضاف أن "أحكام الدستور.. هي الدعامة الرئيسية لأمن الوطن كما أنها الضمانة الحقيقية لاستقرار نظام الكويت السياسي وفي ظلها تمارس الحرية والديمقراطية كأداة بناء وانجاز لدعم المجتمع." وخرج آلاف المتظاهرين في الكويت خلال الأسابيع الماضية في مسيرات حاشدة للتنديد بقانون الانتخابات الجديد، ومرسوم أميري بتعديل نظام الدوائر الانتخابية التي ستجري طبقا لها الانتخابات المقبلة، في مسعى لتجنب السماح بتمثيل أكبر للمعارضة في مجلس الأمة. وفي أكتوبر الماضي، شهدت الكويت أكبر تظاهرات في تاريخها عندما خرج عشرات الآلاف من المتظاهرين في أنحاء البلاد التي يقدر عدد الكويتيين فيها بنحو 1.1 مليون نسمة. وقال أمير الكويت في كلمته: "إن تأمين مسيرتنا الديمقراطية يتطلب الاتزان في تعاطي الأمور بالحكمة والروية وحسن التقدير والبعد عن الانفعال والتهور.. وقد شهدنا ما تعرضت له شعوب وأمم أعماها الجهل والتعصب فعصفت بوحدتها الفتن." وأضاف في إشارة إلى جماعات المعارضة في بلاده: "نؤكد ثقتنا بحسن نوايا الجميع وحقهم في التعبير عن رأيهم غير أننا لسنا وحدنا في الميدان.. وهناك مصالح وأهداف وغايات لأعداء هذا الوطن نربأ بأن يكون أبناؤنا وقودا لها دون أن يعلموا." ومضى يقول: "من الوعي والحكمة والعقل أن نتباصر حول المستفيد الأكبر من تعريض البلاد للفوضى والقلاقل ونتساءل أين تصب نتائج هذه الفوضى في المحصلة النهائية." واعتبر الصباح أن تعزيز الديمقراطية يمثل تحديا لبلاده، وقال: "التحدي الأكبر والأهم هو تحدي الديمقراطية.. فالديمقراطية التي نريد تعزز الأمن ولا تقوضه.. تدفع الانجاز ولا تضعفه.. والحريات التي نرغب تكرس الاستقرار ولا تهدده." يشار إلى أن انتخابات جرت في فبراير/شباط الماضي أسفرت عن فوز غالبية معارضة في البرلمان، قبل أن تقضي المحكمة الدستورية بحله وإعادة برلمان 2009 الموالي للحكومة لأسباب قيل إنها "إجرائية."