قال الناطق باسم الخارجية الإيطالية جوزيبي مانزو امس إن حديث الرئيس السوري بشار الأسد الأخير «دليل انفصال عن الواقع». ونقلت وكالة الأنباء الإيطالية (أكي) عن مانزو قوله إن مقابلة الرئيس السوري مع قناة «روسيا اليوم»: «أحدث حلقة في سلسلة طويلة من إطلالات الأسد، وهي دليل على وجود نظام منفصل تماماً عن الواقع بالبلاد». وكان الرئيس السوري رفض في الحوار فكرة التنحي ورأى ان المسألة تحددها صناديق الاقتراع. كما انتقد وصف الصراع الراهن في بلاده بالحرب الأهلية بل رأى فيه حرباً ضد الإرهاب المدعوم خارجياً. لكن مانزو جدد موقف بلاده من الأزمة السورية، الذي يشدد على أن «الحل السياسي الوسيلة الوحيدة الممكنة». وقال إن الوضع في سورية «يزداد فوضوية باستمرار» مبدياً «القلق الشديد في شأن مخاطر عدم الاستقرار في المنطقة» جراء الأزمة في هذا البلد. وأضاف: «لذلك، نحن نعمل بقوة على الجبهة الإنسانية لتجنب معاناة الملايين من النازحين إلى دول الجوار السوري»، وما قد ينتج منه من «عواقب ممكنة ذات طبيعة سياسية لا يمكن التكهن إزاءها وينبغي بالتالي تجنبها في تلك الدول». بدورهم انتقد ناشطون سوريون حوار الأسد. ونقلت مواقع المعارضة السورية بينها اتحاد التنسيقيات المحلية و «الثورة السورية» عن ناشطين قولهم إن الرئيس السوري «يعيش وسط الاوهام» لأن مكاسب المعارضة على الأرض تشير إلى انهم حققوا تقدماً لافتاً في العاصمة وضواحيها وحلب وإدلب، وان حديثه عن عدم ارتكاب الجيش السوري لجرائم ضد المدنيين «مثير للسخرية». وقال الأسد بحسب نص المقابلة التي اجريت بالانكليزية ونشرت باللغتين الانكليزية والعربية على موقع القناة الالكتروني امس «ان مسألة بقاء الرئيس او رحيله تعود الى الشعب، وليست مسألة تتعلق برأي الآخرين. والطريقة الوحيدة تتم من خلال صناديق الاقتراع». وأكد ان النزاع القائم في بلاده منذ حوالى عشرين شهراً والذي تسبب بمقتل اكثر من 37 الف شخص ليس «حرباً اهلية»، قائلاً «الامر يتعلق بالارهاب والدعم الذي يحظى به الارهابيون من الخارج لزعزعة استقرار سورية». وأضاف انه «نوع جديد من الحرب يمارس فيه الارهاب بالوكالة، سواء من خلال سوريين يعيشون في سورية، او مقاتلين اجانب يأتون من الخارج» ويتلقون دعماً «غير مسبوق» لجهة «الاسلحة او المال او الدعم السياسي». وحمل الاسد على رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، قائلاً انه يعتقد نفسه «السلطان العثماني الجديد» وانه «يستطيع السيطرة على المنطقة كما كان الامر خلال عهد الامبراطورية العثمانية وتحت مظلة جديدة. انه يفكر في اعماقه بأنه خليفة». وتوقع الرئيس السوري «ان تكون الحرب طويلة» في بلاده في حال «استمرت عمليات تزويد الارهابيين بالسلاح والمساعدات اللوجستية». ونفى ان تكون قواته ارتكبت جرائم حرب. وقال: «من غير المنطقي ان يرتكب جيش جرائم حرب ضد شعبه، لأن الجيش السوري يتكون من افراد الشعب السوري. لو اراد الجيش ان يرتكب جرائم حرب بحق شعبه فانه سينقسم ويتفتت».