حمل الأمين العام لحزب «نداء تونس» طيب بكوش على الترويكا الحاكمة في تونس وتحديداً «النهضة» التي قال إنها تعمل على تغيير الوجه السياسي والثقافي لتونس ما ينذر بثورة جديدة قد تشهدها البلاد التي تشهد تصاعداً في الحركات الاحتجاجية. وقال بكوش خلال مؤتمر صحافي عقده في باريس حيث التقى وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، إن «النهضة» خدعت المواطنين بخوضها حملة انتخابية ارتكزت على الحرص على التوافق واحترام المنجزات خصوصاً تلك المتعلقة بالمرأة وعدم السعي إلى إرساء نظام ديني و «هي الآن تقوم بعكس ذلك». وأضاف أن الترويكا الحاكمة تعمل على «تغيير وجه تونس» السياسي والثقافي والاجتماعي «بحجة الدفاع عن الثورة... لكنها في الواقع تعمل على الارتداد عن كل ما أراده شباب تونس من خلال الثورة». وأشار إلى أن الترويكا «لم تفِ بأي من التزاماتها» بالنسبة إلى الدستور واللجنة المستقلة للانتخابات واللجنة الخاصة بالعدالة والإعلام، واتهمها بأنها تتعمد إضاعة الوقت «للبقاء في الحكم وأخذ الوقت اللازم لتغيير خريطة تونس». وأكد ضرورة تعبئة المجتمع المدني والقوى الديموقراطية «لمنع هذا الانحراف الخطر جداً»، مشيراً إلى أن حزبه يعمل حالياً على التقارب مع الأحزاب الديموقراطية الأخرى ومنها حزبا «المسار» و «الجمهورية»، كما أن هناك اجتماعات منتظمة ستتوسع لتشمل أحزاباً أخرى «بهدف اتخاذ مبادرات مشتركة». وعن المشكلات الأمنية التي تشهدها تونس قال بكوش إن مردها إلى «نواقص في وزارة الداخلية التي تسمح لبعض المجموعات بارتكاب انتهاكات»، قائلاً ليس هناك ما يبرر وجود لجان الدفاع عن الثورة التي وصفها بأنها ميليشيا تابعة ل «النهضة». وبالنسبة إلى تحركات الاحتجاج الشعبي، رأى السياسي المعارض أن أسبابها كثيرة وأن هناك شباباً «يعتبر أنه مخدوع لأن الوعود التي سمعها لم يتم الوفاء بها بعد الثورة»، إضافة إلى أن هناك بطالة مرتفعة وتردياً كبيراً في القدرة الشرائية للطبقة المتوسطة. وشكك بكوش بإمكان إجراء الانتخابات في الموعد المعلن لها في حزيران (يونيو) المقبل. كما شكك بإمكان أن تشهد تونس انتخابات حرة ونزيهة إلا إذا كان هناك شخص غير حزبي على رأس وزارة الداخلية التي يشغلها حالياً قيادي في «النهضة».