أعلنت روسيا اليوم الاثنين أنها "قد تمنع تحليق طائرات شركات الطيران الغربية فوق أراضيها" في اطار رد "غير متماثل" على عقوبات جديدة سيقرها الاتحاد الأوروبي في اجتماعه اليوم بسبب أزمة أوكرانيا. وألقى رئيس الوزراء ديمتري ميدفيديف باللوم على الغرب في الأضرار التي لحقت بالاقتصاد الروسي من جراء العقوبات "الغبية"، وقال إن "موسكو ستتخذ اجراءات للحد من الاعتماد على الواردات من خلال البدء بزيادة انتاج الطائرات المحلية". وأشار ميدفيديف إلى أنه "كان يتعين على روسيا الرد بشكل أقوى على الاجراءات التي اتخذتها الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي لمعاقبة موسكو على دورها في أوكرانيا"، قائلاً إنها (روسيا) "تحلت بالصبر أكثر مما ينبغي في اسوأ مواجهة مع الغرب منذ الحرب الباردة". وقال في مقابلة مع صحيفة "فيدوموستي" الروسية اليومية إنه "إذا ما كانت هناك عقوبات ترتبط بقطاع الطاقة أو المزيد من القيود على القطاع المالي الروسي، سنضطر إلى الرد بطريقة غير متماثلة"، مضيفاً أن "شركات طيران الدول الصديقة" مسموح لها بالتحليق فوق روسيا. وأكد في المقابلة التي نشرت اليوم الاثنين، أنه "اذا تحتم على شركات الطيران الغربية تفادي مجالنا الجوي، فقد يدفع هذا إلى افلاس الكثير من شركات الطيران المتعثرة. ليست هذه الطريقة الأمثل. نأمل فحسب أن يدرك شركاؤنا هذا في وقت ما". وقال ميدفيديف إنه "على الزعماء في أوكرانيا تبني المقترحات الروسية لخطة سلام ستترك الانفصاليين يسيطرون على مناطق كبيرة من الأراض في شرق أوكرانيا"، مضيفاً: "الان يأتي العمل الحساس لتحقيق سلام دائم. آمل ان تكلل هذه الجهود بالنجاح". وأشار ميدفيديف الى أن "العقوبات لم تفعل الكثير لاعادة الهدوء الى أوكرانيا". وقال: "إنهم بعيدون جداً عن الهدف مثلما يدرك الغالبية العظمى من القادة السياسيين. نرى للأسف الجمود في طريقة معينة من التفكير والرغبة في استخدام القوة في العلاقات الدولية". واعترف ميدفيديف بأن "الاقتصاد الروسي واجه مشاكل، وأن النمو قد يصل الى نصف في المائة هذا العام او "ربما أكثر قليلاً". لكنه اضاف أن "العقوبات حفزت الجهود الروسية لتحقيق الاكتفاء الذاتي بدرجة اكبر، بما في ذلك انتاج الطائرات". ونقلت وكالة الإعلام الروسية عنه قوله إن روسيا "يجب ان ترفع انتاج الطائرات الروسية المنشأ، وقطع الغيار". في سياق متصل، أعلن نائب رئيس الوزراء ديمتري روجوزين أن "روسيا والصين تعتزمان التوقيع على اتفاق في تشرين الأول (اكتوبر) بشأن انتاج مشترك لطائرات المسافات البعيدة ذات الجسم العريض"، مشيراً الى أن "روسيا تعتزم مضاعفة انتاجها من طائرات سوخوي سوبر جيت". وجاءت هذه الردود على اثر اجتماع للإتحاد الأوروبي مساء اليوم الإثنين، سيتبنى فيه عقوبات جديدة على روسيا قد تصل الى قطاع النفط والغاز الروسي. وقال مصدر اوروبي اليوم الإثنين، إن "العقوبات الاقتصادية الجديدة التي من المفترض أن يقرها الاتحاد الاوروبي اليوم الاثنين تفرض قيوداً على الشركات النفطية الروسية العملاقة مثل روسنفت وترانسنفت والمجموعة العملاقة في مجال الغاز غابرزم، وتعرقل وصولها الى الاسواق المالية"، وفق ما ذكرت وكالة "فرانس برس". واشارت وكالة "رويترز" الى أن "عقوبات الاتحاد الأوروبي لا تشمل قطاع الغاز ولاسيما شركة غازبروم المملوكة للدولة التي تعد أكبر منتج للغاز في العالم وأكبر مورد له إلى أوروبا". واضاف المصدر الأوروبي ل "فرانس برس"، أن هذه الشركات الثلاث "تلبي المعايير" التي وضعها سفراء الدول الاعضاء ال 28 لفرض قيود جديدة على تمويل المصارف ومؤسسات الدفاع والنفط الروسية والتي تبلغ حصة الدولة فيها اكثر من خمسين في المائة. ولن يعود بامكان المستثمرين من الاتحاد الاوروبي شراء سندات الخزينة والاسهم او الحصول على قروض. وتابع أن "الغرض من العقوبات هو تعقيد قدرات هذه الشركات على التمويل بطريقة ذاتيه وارغام الدولة الروسية على السحب من اموالها". وبموجب اجراء مكتوب تنتهي مدته الساعة 13.00 (ت غ) اليوم الإثنين، ستتبنى الدول الاعضاء في الاتحاد حزمة جديدة من العقوبات ضد روسيا بسبب تعرضها لسيادة اوكرانيا. وسيتم نشر هذه الحزمة من الاجراءات فور اقرارها رسمياً بعد ظهر الاثنين في الجريدة الرسمية للاتحاد الاوروبي، كي تدخل حيز التطبيق على الارجح الثلثاء، وفق ناطقة باسم المفوضية الاوروبية. وكان رئيس المجلس الاوروبي هرمان فان رومبوي أعلن الاحد أن الاتحاد الاوروبي "مستعد للتراجع" عن هذه العقوبات الجديدة اذا كان وقف اطلاق النار في اوكرانيا "دائماً" وفي حال بدء محادثات سلام . وتتضمن هذه الحزمة من العقوبات الاقتصادية اجراءات مشددة تستهدف حرية الوصول الى اسواق المال والدفاع والممتلكات التي تستخدم لاغراض "مدنية وعسكرية والتكنولوجيا الحساسة". كما اضيفت اسماء الى لائحة الاشخاص المستهدفين بالعقوبات الموجهة ستجمد اموالهم ومنعهم من السفر الى الاتحاد الاوروبي.