أكد الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف استعداد بلاده «لتحسن كبير» في العلاقات مع الولاياتالمتحدة. وأعرب عن أمله بأن يجري الطرفان «محادثات ناجحة وغنية المضمون» خلال زيارة نظيره الأميركي باراك أوباما إلى موسكو المقررة الإثنين المقبل. في المقابل، قال مسؤول أميركي إن بلاده «تسعى إلى إيجاد قوسم مشتركة مع الروس، لكنها لن تضحي بمصالحها العليا لتحسين العلاقات». وأكد ميدفيديف في شريط فيديو بثه الكرملين على الموقع الألكتروني للرئيس الروسي أمس، أن موسكووواشنطن معنيتان بتحسين العلاقات بينهما، بعدما تراجعت في عهد الرئيس السابق جورج بوش «الى ما كانت عليه في فترة الحرب الباردة تقريباً». وزاد: «يجب أن نقر بأن العلاقات بين البلدين تدهورت كثيراً في السنوات الأخيرة. ولدينا أزمة ثقة، وبطء في الحركة واتخاذ القرارات الضرورية». وأضاف أن الإدارة الجديدة برئاسة باراك أوباما أبدت استعداداً لتغيير هذا الوضع، وبناء علاقات معاصرة وأكثر فعالية مع روسيا، و «نحن على استعداد لبناء مثل هذه العلاقات». وأشار إلى أن لدى البلدين خبرة كبيرة وقدرات مهمة نستطيع تقديمها إلى البلدان الأخرى، لذلك «علينا التحرك على طريق الاتفاقات فقط». وأعرب الرئيس الروسي عن أمله بنجاح محادثاته المرتقبة مع نظيره الأميركي في موسكو الأسبوع القادم، وبأن تتيح زيارة العاصمة الروسية لأوباما معرفة روسيا أكثر، و«الإحساس برغبة القيادة الروسية في تطوير العلاقات مع الولاياتالمتحدة». وأكد مدفيديف على استعداده لإجراء «محادثات غنية المضمون مع أوباما». وذكر أن الجانبين سيوليان اهتماماً لكل جوانب العلاقات الثنائية بين موسكووواشنطن. وشدد على الحاجة الى مشاريع مثمرة للطرفين في مجالات متنوعة. وفي واشنطن، أكد مسؤول في مجلس الأمن القومي الأميركي أن الرئيس باراك أوباما يتطلع إلى التعاون والتعامل مع روسيا ويسعى إلى تعزيز مستوى العلاقات الأميركية - الروسية. وقال مايكل ماكفول الذي يتولى مسؤولية ملف روسيا وأوراسيا في مجلس الأمن القومي الأميركي، خلال مشاركته عبر الأقمار الإصطناعية في ندوة خاصة عن العلاقات الروسية - الأميركية عقدت أمس، ان الإدارة الأميركية لا تعتزم التضحية بمصالح الولاياتالمتحدة العليا من أجل تحسين العلاقات مع موسكو ولكنها تأمل بإيجاد قواسم مشتركة. وأضاف أن أوباما يعتزم مناقشة عدد كبير من القضايا الدولية والقضايا ذات الاهتمام المشترك مع المسؤولين الروس، بينها عقد اتفاق جديد بخصوص الأسلحة الإستراتيجية، وبرنامجا إيران وكوريا الشمالية النوويان، ومنع انتشار الأسلحة النووية وتنويع مصادر الطاقة. إلى ذلك، أعلن أن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون لن ترافق أوباما في زيارته موسكو. وعزا مصدر ديبلوماسي روسي غياب كلينتون الى وضعها الصحي بسبب إصابة في اليد تعرضت لها في الفترة أخيراً. وكانت مصادر روسية أشارت في وقت سابق إلى أن كلينتون قد تعقد اجتماعاً مع زعماء المعارضة اليمينية خلال الزيارة. ومع شطب هذا البند بسبب غياب الوزيرة ينتظر أن تكون المحطة الوحيدة التي تلتقي فيها الإدارة الأميركية مع معارضي سياسات الكرملين هي الزيارة التي تردد أخيراً، أن أوباما يعتزم القيام بها خلال تواجده في موسكو، إلى مقر صحيفة «نوفاي غازيتا» المعارضة التي لقيت شهرة دولية واسعة خصوصاً بعد اغتيال أبرز صحافية فيها آنا بوليتكوفسكايا قبل عامين. وكانت موسكو أشارت أخيراً، إلى «تقدم مهم» في مواقف البلدين حيال المسألة الأكثر تعقيداً، في إشارة إلى ملف معاهدة تقليص الأسلحة الإستراتيجية (ستارت2) الذي ينتظر أن يكون الإعلان عن إتفاق نهائي في شأنه أبرز نتائج القمة المقبلة. في المقابل مازالت مواقف البلدين متباعدة حيال مسألة نشر الدرع الصاروخية الأميركية في شرق أوروبا. ومعلوم أن موسكو سعت إلى ربط هذا الموضوع بمسألة تقليص الأسلحة الإستراتيجية لكن البيت الأبيض عارض هذا التوجه، وذكر ناطق بإسمه أن واشنطن تفضل التعامل مع كل من الملفين على حدة.