زار رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون مخيم الزعتري للاجئين السوريين، في محافظة المفرق شمال الأردن قرب الحدود مع سورية امس حيث اكد ضرورة بذل المزيد من الجهود لوقف العنف في سورية. وقال كامرون في بيان صدر عن مكتبه بلندن «استمع هنا في الأردن لقصص مروعة عما حدث داخل سورية لذلك فإن من أول الأشياء التي أريد أن أتحدث بها إلى باراك هو كيف يجب علينا أن نبذل المزيد من الجهود لمحاولة حل هذه الأزمة». وجاءت تصريحات كاميرون في رسالة تهنئة بعث بها إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما بعد فوزه بولاية رئاسية ثانية في الانتخابات الأميركية. وفور وصوله إلى مخيم الزعتري في ساعة مبكرة من صباح امس توجه كاميرون إلى مكتب تابع للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة بالمخيم قبل أن يقوم بجولة مشياً على الأقدام على طريق ترابي بين الخيام. وتبادل كامرون أطراف الحديث مع عدد من اللاجئين السوريين الذين تؤويهم خيام وكرافانات بينما كان عدد من الأطفال يلعبون كرة القدم بحماس شديد. ولم يكن بادياً للعيان أن الأطفال يعلمون من هو الضيف الزائر. وزار كامرون إحدى المدارس التي تديرها الأممالمتحدة في المخيم، حيث غنت مجموعة من الأطفال لكاميرون باللغة العربية. ووفقاً لبيان صادر عن السفارة البريطانية في عمان، فقد بحث كاميرون مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني «الوضع في سورية، حيث بدا الطرفان متفقين على أهمية وقف العنف والحاجة الماسة لاتفاق على انتقال سياسي يحقق السلام في سورية». وأكد العاهل الأردني بحسب البيان «ضرورة الحفاظ على وحدة أراضي سورية ووحدة شعبها وإلا فإن الصراع سيجلب للمنطقة بأسرها عواقب وخيمة». وأعلن كامرون عن «تبرع جديد لدعم جهود المنظمات الإنسانية مقداره 14 مليون جنيه استرليني (نحو 22.4 مليون دولار)». وبذلك ترتفع قيمة المساعدات التي قدمتها بريطانيا حتى الآن إلى 53.5 مليون جنيه (85.6 مليون دولار)، بحسب البيان. وأوضح البيان أن هذه المساعدات «هي لأجل اللاجئين السوريين في الدول المجاورة لسورية بما فيها الأردن، للمساعدة في تأمين الملجأ والطعام والدواء والتعليم». وأكد كامرون أن «بريطانيا هي في طليعة الجهود الدولية المبذولة لمساعدة السوريين، سواء داخل سورية أو في المنطقة» داعياً «الجهات المانحة الأخرى إلى تقديم المزيد من الدعم الذي يوجد حاجة ماسة له». وقال حيان جبر (26 سنة) من درعا، وهو أستاذ رياضيات في المدرسة التي زارها كاميرون لفرانس برس «حقيقة لا نأبه لأي زيارة من المسؤولين أياً كانوا فزياراتهم لا تغير شيئاً». وأضاف «كثير من المسؤولين زارونا مراراً واطلعوا على الوضع هنا لكن لم نحصل على شيء». وأشار إلى انه «لا يتوافر بالمدرسة أقلام ولا دفاتر ولا حتى كتب، بعض الطلاب حصلوا على بعض الكتب لكن كثيراً منهم لم يحصلوا على شيء كطلاب المرحلة الابتدائية». أما أم محمد (29 سنة) وهي معلمة متطوعة، فضلت عدم ذكر اسمها كاملاً، فقالت لفرانس برس «يعدوننا بتوفير ما نحتاج للمدرسة وما نحتاج للمخيم وكلها وعود بالهواء كوعدهم لنا بإسقاط الرئيس بشار الأسد». وأضافت أن «نسبة التسجيل في المدرسة تتراجع عما كانت عليه في السابق وأصبحت المدرسة مجرد منظر وغرفة استقبال للزوار في مخيم الزعتري». وأكدت أم محمد أن «زيارات المسؤولين لا تعني لنا شيئاً لأن لا شيء يتغير يأتي مسؤول ويذهب والحال من سيء إلى أسوأ». ويستضيف الأردن الذي يشترك وسورية بحدود يزيد طولها عن 370 كلم، اكثر من 215 ألف سوري منذ بدء الأحداث منهم أربعون ألف لاجئ في مخيم الزعتري (85 كلم شمال عمان). إلى ذلك وفي تطور لافت، اعلن مكتب رئيس الوزراء البريطاني أن بريطانيا ستباشر محادثات مع مجموعات من المعارضة المسلحة السورية سعياً لوضع حد للعنف في هذا البلد. وأضافت رئاسة الوزراء أن الحكومة سمحت لمسؤولين بإجراء اتصالات مع ممثلين عسكريين عن مجموعات من المعارضة المسلحة رغم أن مصادر في الحكومة شددت على أن المبادرة لا تنص على تسليح هذه المجموعات بل على فتح حوار سياسي بهدف إلى توحيد المعارضة ووقف إراقة الدماء. وذكرت وسائل الإعلام البريطانية أن وزير الخارجية وليام هيغ أعطى الضوء الأخضر لمبعوثه الخاص لدى المعارضة السورية جون ويلكس لتنظيم هذه اللقاءات مع المعارضة السورية المسلحة في بلد ثالث. وتابع أن هيغ «خول ديبلوماسيين إجراء اتصال مباشر مع شخصيات عسكرية على الأرض من اجل تفهم أفضل للوضع الفعلي وتحسين العلاقة بين الجماعات السياسية والمسلحة في المعارضة». وأضاف البيان قائلاًَ «تعكس هذه الاتصالات المتزايدة مع المعارضة حقيقة أن هذه الجماعات أصبحت تملي بشكل متزايد الأحداث في سورية». وأكد مسؤولون بريطانيون أيضاً أن هذه المجموعات ستدعى إلى احترام حقوق الإنسان.