يقول الرسام والنحات الاسباني الشهير بابلو بيكاسو: «بعض الرسامين يحولون الشمس إلى بقعة صفراء، والبعض الآخر يحول البقعة الصفراء إلى شمس»، إذ إنه لا منظار موحداً يرى خلاله الرسامون الأشياء فلكل ريشة لون مختلف عن غيرها، ولكل عين رسام لوحة تشبه بصمة اليد مختلفة عن غيرها، ولطالما عشقنا الصور واللوحات الفنية كثيراً ولكن ما تخفيه هذه اللوحات هو من قام برسمها وصنع لنا لحظة التأمل هذه، فخلف كل جمال لوحة رسام استغرقت هيكلته لهذا الإنجاز الرائع لحظات وربما أياماً ويمكن أن تكون أشهر. وخلف كواليس هذه المعزوفات الفنية نلتقي جنوداً مجهولين هم النصف الآخر للرسامين. زوجات عاصرن لحظة ولادة غالب لوحات أزواجهن وهنا يعترفن بتفاصيل حضرت لديهن وغابت على الأكثرية. تقول هديل وهي زوجة رسام تشكيلي: «إن الزواج من فنان سلاح ذو حدين، خصوصاً وأنها تختار أصعب الأشخاص رومانسية ومزاجية على حد سواء، لذا أرى أن الفنان التشكيلي هو أعقل المجانين». وتضيف: «إن الرسم يدخل في كل تفاصيلنا وريشته أهم من مفتاح سيارته حيث يتذكر أخذ أوراقه وعدة ألوانه ناسياً محفظته وعدة الرسم المهمة جداً بالنسبة إليه، والجميل أنه يهتم بالتفاصيل الصغيرة جداً وأكثر الأشياء التي تسعدني هو اهتمامه بديكورات المنزل وألوانها وطريقة تنسيق الأثاث فهذه من الأشياء التي تعشقها المرأة غالباً». في المقابل تعترف أم فيصل وهي زوجة لفنان تشكيلي بحب زوجها للعزلة داخل المنزل، وتقول: «إن زوجي يحب العزلة كثيراً وعلي احترامها أكثر، ففي بداية حياتنا كانت زعلته يضايقني فالتمحور حول فنه واهتمامه به أكثر من اي شيء آخر ومع مرور الوقت أصبح الأمر أكثر من طبيعي بل قد نقله إلى ابني إذ أصبح مولعاً بالرسم والألوان كوالده». وتزيد: «إن أجمل ما في شخصية زوجي هو هدوؤه وتقبله لكل أمر جديد وغريب ولا أعلم إن كان غالب الرسامين لديهم هذه القابلية لكن أتمنى أن يكون ابني مثل والده في مزاولة هذا الفن». أما سماح فتؤكد أنه لو عاد بها الزمن للوراء لما تزوجت رساماً، وتقول: «لو عاد بي الزمن لما تزوجت شخصاً هوايته الرسم، وذلك للاختلاف الشديد في الاهتمامات، وغالباً هذه لا تعد مشكلة كبيرة إذ إن الاختلاف أحياناً أحد أسباب الاستمرار والتوافق المنطقي، ولكن شخصية الرسام هي شخصية ديكتاتورية أحياناً فهو يحاول جاهداً دمج المحيط الذي يكون فيه معه، ولا يقبل أن يعيش في معزل عن من حوله، لذا أجد صعوبة بالغة عندما تصبح اللوحة ثالثتنا في الجلسة العائلية ورفيقتنا حتى في السفر إذ لا مفر منها».