عام على غياب محمود درويش: التاسع من آب (أغسطس) 2008 بات يوماً غير عادي في «مفكرة» الشعر العربي وفي ذاكرة فلسطين المفتوحة على المستقبل الذي ليس بواضح. حضر محمود درويش خلال العام الفائت بشدة ليس عبر موته الأليم الذي حل كمأساة، وليس عبر ديوانه البديع «لا أريد لهذي القصيدة ان تنتهي» الذي صدر بُعيد رحيله وأثار سجالاً لم ينته، بل من خلال المعنى الذي رسّخه هذا الغياب المفاجئ الذي لا يمكن وصفه إلا بالحضور الساطع. كانت الحاجة ماسة الى محمود درويش خلال عام غيابه، الشعر العربي الحديث افتقده، فلسطين الغارقة في مآسيها السياسية والجغرافية والإنسانية افتقدته، المنفى الذي اضحى الى لا نهاية افتقده ايضاً، الحياة افتقدته، الأصدقاء والأعداء... لا نتذكر هنا محمود درويش، فهو من شدة حضوره كاد ينتصر على الغياب ليكون كما كان دوماً، نجماً ساحراً في ليل الحياة العربية. كاد ينتصر... بل انتصر حقاً. ذاهبون الى القصيدة (الى بابلو نيرودا) خمسون عاماً بلا لوركا (نصّ لم يصدر في كتاب)