أعلن قائد «جبهة ثوار سورية» جمال معروف «انتفاضة شاملة» ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في شمال البلاد، في وقت شكلت اكبر خمسة فصائل مسلحة في شمال غربي البلاد مجلساً عسكرياً ل «اسقاط» نظام الرئيس بشار الأسد وتوفير الأمن والاستقرار ل «الشعب السوري الحر». وقال معروف في بيان ان مقاتلي «جبهة ثوار سورية» توجهوا الى ريف حلب في شمال البلاد لوقف تقدم «داعش» على ان يقوموا لاحقاً بالتوجه الى معقل التنظيم في الرقة في شمال شرقي البلاد ل «تحرير» كل المناطق من مقاتلي التنظيم. وقال في البيان ان «جماعة» تنظيم «داعش» بزعامة ابو بكر البغدادي «تجاوزت في جبروتها وطغيانها كل الحدود وعاثت فساداً في الأرض. ولم يتركوا باباً للحل او مدخلاً لأي تسوية. اذ شكلوا درعاً للأسد وجيشه وعملوا كل ما استطاعو لإجهاض ثورة الشعب السوري، فاستباحو الأرض وانتهكوا الأعراض. وشوهو صورة الإسلام ولم يتركوا فاحشة الا وارتكبوها». وتابع: «انها لحظة الحقيقة والحساب لمواجهة هذه الجماعة المارقة، وكل من يساندها او ينتصر لها على حساب شعبنا ودماء شهدائنا. وكما عاهدنا شعبنا على مواجهة الأسد ومن جلبهم الى ارضنا سنواجه داعش. اننا نعلن الانتفاضة الثورية الشاملة بوجه دولة الفساد والإفساد في العراق والشام. انها معركة الكرامة لاستعادة الأرض والقرار الثوري من اللصوص وتجار الدين والدم والأعراض». وتابع معروف: «انها معركة كرامة كل سوري وسورية دفاعاً عن الأرض والعرض ومنجزات الثورة. معركة الدفاع عن كل بريء ومسالم سوري بعض النظر عن طائفته او قوميته. لقد انتهى زمن العربدة والطغيان وكما كسرنا شوكة الأسد سنكسر ضهر صنيعته وحليفه غير المعلن البغدادي، الذي لم يترك شبراً محرراً من الأسد الا وانقض عليه، مشكلاً عوناً لا مثيل له لنظام الكيماوي السوري». وخاطب الدول العربية، قائلاً: «انها معركة الاعتدال من قلب الشام الى قلب بيروت وبغداد فلا تخذلوا ولا تتخاذلوا. وها هم رجال الجيش الحر يرفعون راية سورية الحرية، راية العدل والاعتدال، فأين أنتم؟ وما الذي ستصنعونه والتاريخ لن يرحم». وكان معروف خاطب الآلاف من مقاتليه في ريف إدلب في شمال غربي البلاد أمس، قائلاً: «إننا سنقاتل الدولتين: دولة (الرئيس بشار) الأسد ودولة البغدادي. هدفنا إسقاط النظام وإسقاط العصابة المجرمة» في إشارة إلى «داعش». وأشار إلى أنه سيرسل أرتالاً إلى حلب شمالاً ل «فك الحصار» عنها وإلى الرقة ودير الزور في شمال شرقي البلاد ل «تحريرهما»، وأضاف: «سنحرر سورية كل سورية من رجس بشار وعصابات البغدادي». كما تحدث رجال دين أمام مقاتلي «جبهة سورية». وأشار أحدهم إلى أن «المجلس الإسلامي السوري» الذي يضم 40 هيئة اعتبر «داعش» باطلة وأن خلافة البغدادي باطلة أيضاً. تزامن ذلك مع اعلان كل من «الفرقة 101 مشاة» و «الفرقة 13» و «اللواء الأول» و «لواء فرسان الحق» و «لواء صقور جبل الزاوية» امس «الاندماج كلّياً تحت مسمى الفيلق الخامس، واعتماد علم الثورة السورية كراية واحدة لكل تشكيلات الفيلق والعمل ضمن هيكلة عسكرية واحدة يقودها مجلس عسكري مشترك، مهمته الأساسية اسقاط نظام الأسد وتأمين الاستقرار والأمان للشعب السوري الحر». ودعا الموقعون على البيان «كل الفصائل العاملة على الأراضي السورية الى التوحد والعمل المشترك الذي هو طريقنا الوحيد الى النصر». وكان عدد من الفصائل توحد في ريف درعا في جنوب البلاد، ذلك بعد اعلان نحو خمسين فصيلاً التوحد في مجلس مشترك بالإضافة الى توحد فصائل الغوطة الشرقية بقيادة رئيس «جيش الإسلام» زهران علوش. وكان قائد «جيش الإسلام» في دير الزور سليم الخالد نجا من قبضة «داعش» بعد قيام عناصره باعتقاله من منزله في مدينة الشحيل في شمال شرقي البلاد نهاية آب (اغسطس) الماضي على خلفية رفضه مبايعة البغدادي. وقال في فيديو: «نجوت مع خمسة عشر شخصاً من السجن بقدرة الخالق عز وجل».