انتقد الرئيس محمود عباس (أبو مازن) مجدداً حركة «حماس» التي قال إنها تضر بالمصالحة، واصفاً الوضع الحالي في قطاع غزة بأنه انقلاب. وأكد أن الجميع يعلم أنهم في الحركة كانوا يريدون ويحاولون المصالحة، إلا أن ما تقوم به «حماس» يؤكد الانقلاب على الدولة في غزة. وكان «أبو مازن» قال أمام الجلسة الافتتاحية لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية أمس: «هناك انقلاب في غزة»، قبيل أن تصله ورقة مكتوبة من منصة إدارة الجلسة تطالبه بالتوقف عن كلمته حتى عقد الجلسة المغلقة. وكان عباس وجه الكثير من الانتقادات ل «حماس» منذ بدء زيارته الرسمية لمصر، إذ قال إن استمرار الوضع مع «حماس» كما هو الآن وفي هذا الشكل، غير مقبول، «فهناك حكومة ظل مكونة من 27 وكيل وزارة هي التي تقود البلد، وحكومة الوفاق الوطني لا تستطيع أن تفعل شيئاً على أرض الواقع». وفي انتقاد أكثر حدة خلال لقاء مع إعلاميين ومثقفين مصريين عشية اجتماع مجلس الجامعة، هدد عباس بفك التحالف مع «حماس» بعد ما قامت به الأخيرة في الحرب على غزة خلال عملية «الجرف الصامد»، قائلاً: «لن نسمح بحرب أخرى، ولن تعطى قرارات سياسية خاصة». وأضاف أنه سيعلن انتهاء الحوار مع «حماس» حتى تنظر الحركة مرة أخرى في طلباتها، و «إذا لم تقبل حماس بقيام دولة فلسطينية وحكومة واحدة وقانون واحد وسلاح واحد، فلن تكون هناك شراكة بيننا، هذا شرطنا ولن نتراجع عنه». وأكد أن الحوار مع «حماس» في شأن المصالحة الفلسطينية لن يستمر طويلاًَ إذا أصرت الحركة على مطالبها التي تعرقل الحوار، قائلاً: «لن نتحدث مع حماس، لكن سنكمل الحوار فقط إذا ألقت الحركة النظر إلى مطلبنا، والشراكة مع حماس ستكون مرتبطة بأن تكون الأسلحة تحت يد الدولة الفلسطينية». كما طالب بأن تكون السلطة الفلسطينية مسؤولة عن القرارات السياسية، مثل الذهاب إلى الحرب أو توقيع اتفاق السلام، مُلمحاً إلى أن رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل «لن يوافق على هذا الشرط». وأشار إلى حديث مشعل معه، قائلاً: «أنا زعيم المعارضة، ولن يكون هناك وقف للنار (بين «حماس» وإسرائيل) إلا بموافقتي». وعقب عباس على فخر «حماس» بالنصر، قائلاً: «خلال عملية الجرف الصامد، غادر 400 ألف فلسطيني منازلهم، وأصبحوا بلا مأوى، وعلى رغم ذلك، وبعد وقف إطلاق النار، تفاخرت «حماس» بهذا النصر، وسمحت للإسرائيليين بالعودة إلى ديارهم». وكان الرئيس عبدالفتاح السيسي استقبل عباس قبل اجتماع الجامعة، في قصر الاتحادية الرئاسي في مصر الجديدة بالقاهرة. وجرى خلال الاجتماع استعراض مستجدات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، إضافة إلى الجهود والتحركات التي تبذلها القيادة الفلسطينية على المسارين السياسي والقانوني لإنهاء الاحتلال وتفعيل قيام الدولة الفلسطينية، والجهود المبذولة لتفعيل عمل حكومة الوفاق الوطني وتقديم المساعدات للشعب الفلسطيني في غزة. «حماس» ترد ودانت «حماس» تصريحات عباس ووصفتها بأنها «غير مبررة». وقال الناطق باسم الحركة في غزة سامي أبو زهري في بيان: «تصريحات عباس ضد «حماس» والمقاومة غير مبررة، والمعلومات والأرقام التي اعتمد عليها مغلوطة ولا أساس لها من الصحة، وفيها ظلم لشعبنا وللمقاومة التي صنعت هذا الانتصار الكبير». وأوضح أن «حماس» و «فتح» اتفقتا على عقد لقاء قريب بين الطرفين لاستكمال الحوار وبحث تنفيذ بقية بنود المصالحة. كما استهجن القيادي في «حماس» في غزة إسماعيل رضوان تصريحات عباس، واعتبر أنها لا تصب في المصلحة الوطنية، وتعمل على تنكيس الانتصار الذي حققته المقاومة، وتسيء إلى الوحدة الوطنية. ووصف تصريحات عباس بأنها تهرب من استحقاقات المرحلة المقبلة في تطبيق ملفات المصالحة الفلسطينية، مطالباً إياه بضرورة إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية والاحتكام إلى قرار الشعب الفلسطيني. واتهم حكومة التوافق بالتقصير تجاه غزة، قائلاً: «لم تتواصل حكومة التوافق مع الإدارات المختلفة في غزة، ولم تقدم الموازنات التشغيلية لها ولا رواتب الموظفين». وجدد تمسك حركته بالثوابت الفلسطينية، مضيفاً أن استراتيجيتها قائمة على عدم الاعتراف بإسرائيل والمحافظة على المقاومة.