لم يمهل القدر الفنان هاني السعدي المشهور ب«بابا فرحان» شيئاً من الزمن، ليفي بوعده الذي طالما كان يردده على مسامع آخر رعيل «الطيبين»، وهو يردد جملته المشهورة في شارة النهاية التي كثيراً ما تعلق بها قلوب الأطفال آنذاك «رايحين نتقابل... بالحلقة الجاية»، بيد أن ليلة أول من أمس كانت بمثابة الحلقة الأخيرة لآخر القلوب الطيّبة، وآخر مانحي البسمة لشفتي الكبير قبل الصغير. فمنذ أوائل التسعينات الميلادية، كانت فترة ما قبل صلاة العصر تعتبر فترة سكون وترقب وتشوق لدى الأطفال، إذ كان غالبيتهم آنذاك لا يرى ولا يسمع ولا يتحدث إلا عن مسلسله الرمضاني «بابا فرحان»، الذي كان الفنان هاني السعدي بمثابة الشخصية الرئيسة في العمل. والمخرج والمنتج هاني جميل السعدي فارق الحياة تاركاً خلفه ثلاثة ذكور وبنت، وتاريخ فني امتد ل35 عاماً اشتهر بتقديمه لمسلسل الأطفال الشهير «بابا فرحان»، بعد أن قدم «فوازير رمضان» عبر التلفزيون السعودي، إضافة إلى تقديمه عمل كلمة عتاب للأطفال الكبار. وقال الممثل والمخرج السعودي خالد الحربي ل«الحياة»: «علاقتي بهاني السعدي كانت أكبر من كونها علاقة عمل، استمرت بيننا طوال 21 سنة إلى أن فارق الحياة، إذ بدأت بزيارته لي في منزلي برفقة مخرج عمل «بابا فرحان» في منزلي، بعد تقديمي عملاً مسرحياً للطفل، وطرحه لفكرة عمل مسلسل للأطفال بعد شرائه لأقنعة شخصيات عائلة «بابا فرحان»، التي قام بإطلاق مسمى كل شخصية في العمل بنفسه». وأضاف أن عمل هاني السعدي وإصراره وحرصه الشديد طوال 35 عاماً على تقديم أعمال وبرامج للأطفال في زمن ندرت فيه مثل هذه البرامج، حتى تم تكريمه من منظمة اليونيسكو بتعيينه سفيراً شرفياً للطفل نتيجة مجهوده. وتمنى أن يتم عرض مسلسل «بابا فرحان» في قناة أجيال السعودية، التي أصبحت تمتلك هذا العمل كنوع من التكريم لهذا الرجل الذي قدم الكثير للطفل السعودي.