أبى اللاعبان منصور الحربي وإبراهيم هزازي أن نكمل استمتاعنا بمباراة نصف نهائي بطولة آسيا للأندية الأبطال بين «قطبي جدة» الاتحاد والأهلي. وللأسف أن هذا الثنائي المميز لعباً والمتدني خُلقاً أفسد المباراة التي كانت مثالية لمتابعيها، ولم تنقصها فنون كرة القدم جميعها، ولكن غابت في نهايتها «الأخلاق». ولقد تناسى الحربي والهزازي أنهما لاعبان محترفان في عالم كرة القدم، وأن مثل هذه التصرفات تحرمهم ممارسة عملهم الذي يعيشون وأُسرهم منه. كما تناسيا أنهما يلعبان في محفل آسيوي يشاهده ويراقبه الملايين من المتابعين في القارة الصفراء التي لن يمرر القائمون على اتحادها لكرة القدم هذه الواقعة بسهولة. ومهما كانت العقوبات قاسية لن تكون بقسوة ما فعله الحربي والهزازي وألقى بظلاله القاتمة على نهائي كأس الناشئين بين صغار الأهلي والاتحاد، الذي انتهى أيضاً بفوز الأهلي وبحفلة ملاكمة بين اللاعبين الصغار الذين قاموا بتقليد الكبار في عراكهم المخجل. وللأسف أن التعصب الرياضي امتد من الملعب الى بعض صفحات الصحف وأعمدة الكتاب الذين انبروا مدافعين كل عن ناديه ولاعبه. والصحيح أن يقف الإعلام محايداً فلا يدافع عن ناديه ولاعبه إذا أخطأ أو ارتكب حماقة داخل المستطيل الأخضر. فالأخلاق والروح الرياضية فوق أي ميول أو تشجيع. فما معنى أن نقرأ لمن يدافع عن منصور الحربي بحجة أنه تعرض للضرب أولاً! وعلى الطرف الآخر، ما معنى أن نجد من يدافع عن هزازي بحجة أنه دافع عن والدته التي تعرضت للسب داخل الملعب! فإذا ما تركنا كل لاعب يضرب خصمه بحجج مختلفة ستتحول «الملاعب» الى «حلبات» مصارعة تسيل فيها الدماء. ولا شك أن الأهلي لعب مباراة كبيرة جداً، وأثبت أن سياسة رئيس أعضاء شرف النادي الأمير خالد بن عبدالله بدأت تجدي فعلياً، وباتت نتائج أكاديمية «الأخضر» تعطي ثماراً زاهية، وقد شاهدنا اللاعب الموهوب الشاب مصطفى بصاص، وهو من أبناء الأكاديمية ينثر إبداعاته على ملعب جدة، وهو لا يزال ابن 18 ربيعاً، وغيره عدد آخر من اللاعبين الموهوبين في درجات وفرق الأهلي كافة. ولكن أتمنى أن يؤكد القائمون على نادي «ريال جدة» على أبنائهم أن الأخلاق تأتي قبل المستوى. فمن المؤلم أن يكون لدينا «فريق أول» يتأهل لنهائي كأس آسيا، وتنتهي مباراته بملاكمة، و«فريق ناشئ» يفوز بكأس وتنتهي مباراته بملاكمة أخرى. فمستوى النادي «الملكي» لا شك بأنه تطور بشكل كبير، ولكن لا بد أن تُكمل الأخلاق المستوى. أما «الاتي» فكم اتمنى أن تخصص إدارته «الفقيرة مادياً وفكرياً» لبعض لاعبيه «حلبة» مصارعة، وأخرى للملاكمة، وثالثة للسومو «الياباني». لأني أجد ميولاً عند بعضهم للضرب، وتسديد اللكمات الخطافية من دون كرة. وأرشح البدء بتحويل أسامة المولد وإبراهيم هزازي أولاً للانضمام لصفوف اللاعبين الملاكمين. وللأسف أن بعض اللاعبين في نادي جدة العريق أضاعوا المستوى والأخلاق سوياً. فلم يعد يتمكن «نمور جدة» من الانتصار على خصومهم في الملعب فيلجأوا للملاكمة بعد المباراة. أخيراً «بودي» أن أعرف أين العضو «الفاعل» والعضو «العامل» والعضو «الداعم» في الاتحاد فلا نجد حالياً سوى العضو «الملاكم»..؟! [email protected]