حذّر خبراء سعوديون في قطاع الأعلاف المصنّعة والخضراء، من ارتفاع أسعارها مجدداً خلال الفترة المقبلة، مع دخول فصل الشتاء الذي يكون له تأثير كبير في زراعة الأعلاف الخضراء، ورجّحوا أن يرتفع سعر الذرة وفول الصويا إلى ما يراوح بين 1400 و1450 ريالاً سعودياً (380 و390 دولاراً) للطن الواحد، في مقابل 1330 إلى 1380 ريالاً للطن حالياً. وطالب هؤلاء في حديثهم إلى «الحياة» بتعديل حجم الإعانة وربطها آلياً بالأسعار العالمية، وتطبيق استراتيجية الأعلاف على مختلف أنواعها، سواء المستوردة أم المنتجة محلياً من دون استثناء. وقال رئيس جمعية منتجي الدواجن في عسير، عبدالله كدمان، إن أسعار أعلاف الدواجن تتراوح بين 1330 و1380 ريالاً للطن الواحد، ويتوقع أن ترتفع خلال الأشهر المقبلة لتصل إلى ما يراوح بين 1400 ريال و1450 ريالاً للطن الواحد، ويجب على الدولة أن تعدل حجم الإعانة، التي تقدر بنحو 15 إلى 20 في المئة من سعر الأعلاف، مطالباً بربط الإعانة آلياً بالأسعار العالمية، سواء في حال الارتفاع أم الانخفاض. وأضاف كدمان أن أسعار الأعلاف المستوردة مرتفعة لأسباب عالمية، من أهمها الجفاف الذي تشهده أميركا الشمالية والجنوبية وروسيا، ما تسبب في قلة الإنتاج، إضافة إلى اتجاه أميركا إلى الطاقة الخضراء التي تعتمد في جزء منها على وقود الذرة، وكذلك تأثير ارتفاع أسعار الشحن والتأمين عالمياً. وأكد أن لجنة التموين المكوّنة من وزراء المال والتجارة والزراعة، التي كُلفت من المقام السامي بمتابعة أسعار الغذاء، تتابع دائماً كل المستجدات سواء عالمياً أم محلياً، بخاصة أن ارتفاع أسعار الأعلاف يتسبب في زيادة أسعار الغذاء على المستهلك، متوقعاً أن تتجه اللجنة إلى زيادة حجم الإعانة خلال المرحلة المقبلة. وفيما توقّع تقرير لصندوق التنمية الصناعية السعودي أن يصل الطلب على الأعلاف المركّبة في العام المقبل إلى نحو 5.7 مليون طن، قال أحد بائعي الأعلاف الخضراء في سوق الأعلاف في الرياض محمد حسن إن «الأسعار سترتفع بواقع ثلاثة ريالات للربطة الواحدة خلال الأشهر المقبلة، بسبب فصل الشتاء، وتراجع حجم المساحات المزروعة. ولفت إلى أن السوق تتوافر فيها كميات كبيرة من الأعلاف الخضراء، بأسعار تتراوح بين 14 و18 ريالاً للربطة، مشيراً إلى أن هناك طلباً مرتفعاً، لا سيما خلال كانون الأول (ديسمبر) المقبل، الذي يرتفع فيه الطلب على الأعلاف من أصحاب المواشي. وأوضح أن أسعار الأعلاف الخضراء تخضع للعرض والطلب، فهناك مواسم معيّنة يرتفع فيها الطلب ويتراجع حجم المعروض، بخاصة في فصل الشتاء، مشيراً إلى أن أسعار الشعير مستقرة حالياً، غير أنها قد ترتفع في المرحلة المقبلة تزامناً مع ارتفاع أسعار الأعلاف المستوردة والخضراء المنتجة محلياً. وقال رئيس مجلس إدارة صندوق التنمية الزراعية رئيس مجلس إدارة شركة «أراسكو»، عبدالله الربيعان، إن الدعم الذي تقدمه الدولة للأعلاف المستوردة حدد على ضوء أسعار المواد الخام، لكن للأسف أسعار المواد الخام ارتفعت في شكل كبير، وهو ما يتطلب رفع حجم الإعانة. وأشار إلى أن استراتيجية الأعلاف طبقت على علف الشعير، وحُددت بسعر 36 ريالاً للكيس الواحد، في حين أن الأعلاف الأخرى لم تطبّق عليها تلك الاستراتيجية، متوقعاً أن تشهد أسعار الأعلاف استقراراًَ خلال الفترة المقبلة، بخاصة أن الدولة تقوم بدورها لإيجاد حلول، من خلال الدعم أو بدائل أخرى. وتوقّع الربيعان أن تشهد المرحلة المقبلة تطبيقاً كاملاً لاستراتيجية الأعلاف، بخاصة في ظل التذبذب المستمر في أسعار الأعلاف أو أسعار الغذاء الذي يتأثر دائماً بأسعار الأعلاف، سواء تلك المصنّعة أو المستوردة أو المنتجة محلياً. ويذكر أن وزير الزراعة السعودي فهد بالغنيم أكد أن الدولة تتجه إلى زيادة دعم الأعلاف خلال الفترة المقبلة، في ظل ارتفاع تكاليف شراء لحوم الدواجن والأغنام على المستهلك النهائي في البلاد، وهي ارتفاعات جاءت نتيجة طبيعية لارتفاع كلفة مدخلات الأعلاف خلال الفترة الأخيرة بنسب تصل إلى 30 في المئة.