افاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن كرديا تعرض للتعذيب على أيدي مقاتلين سوريين معارضين في محافظة حلب (شمال) قضى الإثنين متأثراً بجروحه. وقال المرصد إن «الكردي خالد بهجت حمدو (37 عاماً) قضى متأثراً بجروح أصيب بها جراء التعذيب الذي تعرض له فيما كانت تحتجزه مجموعة مسلحة في قرية حيان» في شمال حلب. واحتجز حمدو إضافة إلى نحو مئتي كردي آخرين خلال معارك غير مسبوقة اندلعت الجمعة بين مقاتلين معارضين وميليشيات كردية وأسفرت عن ثلاثين قتيلاً. وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن، أن حمدو اقتيد إلى حيان «حيث تعرض للتعذيب بصعقات كهربائية. وكان ضمن 120 كردياً أفرج عنهم الأحد لكنه كان ضعيفاً جداً إلى درجة أنه توفي في صباح اليوم التالي». وأضاف أن «بعض المجموعات المسلحة يستخدم الوسائل القمعية للنظام، وينبغي ألا نسكت عن ذلك». وحلب -ثانية كبرى المدن السورية- تُعتبر مكانَ اختلاط لمختلف الطوائف والأعراق والأديان التي تعايشت في سورية لعقود من الزمن بسلام. واندلعت مواجهات الجمعة بين المعارضين المسلحين وعناصر من حزب «الاتحاد الديموقراطي الكردي»، الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني في تركيا، في حي الأشرفية ذي الغالبية الكردية في حلب (شمال)، التي تشهد عمليات عسكرية منذ اكثر من ثلاثة اشهر. وبعد معارك الجمعة، اندلعت مواجهات جديدة بين ميليشيات كردية ومقاتلين معارضين في شمال سورية وفق المرصد. وكانت الأحياء الشمالية من حلب التي يسيطر عليها «الاتحاد الديموقراطي»، بقيت نسبياً بعيدة من المعارك المندلعة في المدينة منذ العشرين من تموز (يوليو) الماضي.وأفاد السكان أن نحو 200 عنصر من المعارضة المسلحة تسللوا إلى حي الاشرفية، فحاول عناصر من لجان شعبية كردية صدهم، ما أدى إلى نشوب مواجهات بين الطرفين أسفرت عن مقتل 30 شخصاً وأسر مسلحين معارضين أكثر من 200 شخص معظمهم من الاكراد، فيما اسر «الاتحاد الديموقراطي» 20 معارضاً مسلحا. وكان الجيش انسحب هذا الصيف من بعض المناطق الكردية، وخاصة من حي الاشرفية ومن عدة مدن على طول الحدود التركية، تاركاً نوعاً من الحكم الذاتي الواسع للسلطات الكردية التي تسمح للمعارضين بدخولها ولكن من دون سلاح وبالزي المدني. وألقى حزب الاتحاد الديموقراطي مسؤولية المعارك في حي الأشرفية على المعارضة المسلحة والنظام معاً. ويشكل الاكراد نحو 15 بالمئة من السكان وهم يعادون النظام السوري، الذي يتهمونه بقمعهم، إلا انهم حذرون تجاه المعارضة، التي يرون أنها لا تتفهم خصوصيتهم كقومية مختلفة.