نفت القاهرة في شدة أمس عبور طائرات عسكرية إسرائيلية الأجواء المصرية قبل الإغارة على مجمع اليرموك للصناعات العسكرية في جنوب العاصمة السودانية الخرطوم، فيما دان الرئيس المصري محمد مرسي الاعتداء، وأكد خلال اتصال هاتفي مع نظيره السوداني عمر البشير «إدانة وشجب بلاده العدوان الإسرائيلي على السودان»، وأكد وقوف مصر ودعمها السودان في مواجهة كل التحديات. ونفى مصدر عسكري مصري «اختراق المقاتلات الإسرائيلية الأجواء المصرية في طريقها إلى السودان»، مؤكداً ل «الحياة»: «لا يمكن أن تدخل طائرات المجال الجوي المصري من دون أن ترصدها الرادارات المصرية وتتعامل معها آليات الدفاع الجوي». وسألت «الحياة» المصدر حول إمكان أن تكون القاهرة غضت الطرف عن العدوان الإسرائيلي، فأجاب بلهجة حاسمة: «مستحيل أن يحصل ذلك.. ما كان يمكن تمريره في الماضي لا يمكن أن يحصل الآن». ويأتي ذلك في وقت جدد الرئيس المصري «مساندته الشعبين الفلسطيني والسوري»، ووجه مرسي في كلمة مقتضبة للشعب المصري والأمة العربية والإسلامية خلال صلاة العيد أمس، التحية إلى «أهالي الشهداء في كل مكان، وتحياتي لإخواننا المسلمين في شتى بقاع الأرض في فلسطين، وسورية»، مؤكداً «وقوف مصر إلى جانب المسلمين ومساندتهم في كل مكان». وكان مئات الألوف من المصريين أدوا أمس صلاة العيد في الساحات التي خصصتها السلطات المصرية، فيما خيمت الأزمة المشتعلة بين الإسلاميين وقوى ليبرالية ويسارية حول الدستور المصري الجديد على أجواء الصلاة، إذ تحولت ساحات الصلاة في مختلف المحافظات إلى منابر منافسة بين الأحزاب الإسلامية من جهة والليبرالية واليسارية من جهة أخرى، وسعى كل فريق إلى استغلال أجواء الصلاة واحتشاد ملايين المصريين فيها لحشد الدعم لموقفه من الدستور الجديد. ورصدت «الحياة» مناشير تحمل عنوان «اعرف دستورك»، يقوم بتوزيعها أعضاء في جماعه «الإخوان المسلمين» ل «التوعية بالدستور الجديد». كما وزعت الدعوة السلفية وحزب النور المنبثق منها مناشير شددت فيها على «ضرورة تضمين الدستور الجديد مواد تحافظ على تطبيق الشريعة»، ووزع بعض الأفراد مناشير من دون توقيع، تشبّه المعترضين على وضع كلمة أحكام الشريعة بدل مبادئ الشريعة في الدستور الجديد ب «أبرهة» الذي حاول هدم الكعبة، واعتبرت الرافضين ذلك «أصحاب الفيل الذين يريدون هدم الدين». وفي المقابل، حرص التيار الشعبي الذي يقوده المرشح السابق لانتخابات الرئاسة حمدين صباحي، وحزب الدستور الذي أسسه المعارض البارز محمد البرادعي، على توزيع مناشير ترفض الدستور الجديد وتطالب بإعادة تشكيل الجمعية التأسيسية. وانتقد وزير الدولة للشؤون القانونية والنيابية الدكتور محمد محسوب «اشتعال الصراع السياسي داخل ساحات المساجد»، ورأى محسوب وهو عضو في الجمعية التأسيسية للدستور، أن قليلاً من السياسيين من يحترم عدم استغلال المناسبات الدينية ودور العبادة للدعاية الحزبية. وقال عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «كثيرون من يتحدثون عن قيم الديموقراطية وعدم استغلال المناسبات الدينية ودور العبادة للدعاية الحزبية، وقليل هم من يحترمون هذه القيم». وأمام اشتعال الخلاف بين الإسلاميين و «القوى المدنية»، أفيد بأن اجتماعاً سيعقد بين ممثلي الأحزاب السياسية الممثلة في الجمعية التأسيسية أواخر الأسبوع الجاري للبحث في مخرج حول إشكالية الدستور الجديد. غير أن الناطق باسم التأسيسية وحيد عبدالمجيد لم يبدِ تفاؤله بهذا الاجتماع، مؤكداً ل «الحياة» أن الأمل بحصول توافق «ضئيل وفرص الحوار تتضاءل»، موضحاً أن القوى السياسية عقدت أربعة اجتماعات في الشهر الماضي «ولم نخرج بنتائج تنهي الصراع»، موضحاً أن الخلافات لا تزال حول مواد متعلقة بحقوق المرأة والطفل، والاتجار في النساء، وبعض مواد حريات الإعلام والحريات النقابية، ناهيك عن صلاحيات الرئيس وضبط نظام الحكم الجديد في مصر».