بغداد، كربلاء - «الحياة»، أ ف ب - ساد الذعر صفوف الزائرين في كربلاء (110 كلم جنوب بغداد) بعد اكتشاف أول حالة إصابة بإنفلونزا الخنازير لدى زائر سعودي، إضافة الى خطف حافلة صغيرة تقل 11 من الزائرين الشيعة على طريق كربلاء على رغم الاجراءات الأمنية والصحية المكثفة واعلان حالة الاستنفار والطوارئ القصوى استعداداً للزيارة الشعبانية المتوقعة غداً لاحياء ذكرى ولادة الامام المهدي، الامام الثاني عشر لدى الشيعة. وقال محافظ كربلاء امال الدين الهر في مؤتمر صحافي عقده مساء الثلثاء «اكتشفنا اول حالة لانفلونزا الخنازير لدى زائر سعودي وصل الى المدينة منذ يومين». وأضاف ان «المواطن السعودي نقل الى المستشفى بعد تدهور حالته الصحية، ولدى اجراء الفحوصات التي ارسلت الى بغداد، تبين اصابته بالفيروس». وتابع «فرضنا اجراءات على الفندق الذي كان يسكن فيه المواطن خوفاً من تعرض المقيمين الى المرض، وللحيلولة دون انتشاره». وقال رئيس اللجنة الصحية في مجلس محافظة كربلاء محمد حميد هاشم ل «الحياة» ان «المحافظة تعمل للحيلولة دون انتشار عدوى المرض من خلال اتباع تعليمات للوقاية منه بعد ظهور اول حالة من طريق زائر سعودي». وبدأت السلطات بتوزيع الكمامات على آلاف الزائرين الذين يواصلون التوافد على مدينة كربلاء لاحياء مراسم زيارة النصف من شعبان ذكرى ولادة الامام المهدي، الامام الثاني عشر لدى الشيعة. من جانب آخر وضعت الأمانة العامة للعتبة الحسينية في كربلاء خطة أمنية محكمة لحماية الزائرين وتوفير كل المستلزمات الضرورية لهم. وقال نائب الامين العام للعتبة افضل الشامي في اتصال هاتفي مع «الحياة» انه «تم إعلان حالة الطوارئ والإنذار لتجنب حدوث أي خرق امني وذلك بالتنسيق مع قيادة عمليات كربلاء وقيادة الشرطة». وفي خطوة هي الأولى من نوعها أعلنت القيادات الأمنية في كربلاء مشاركة القوة الجوية العراقية في تأمين حماية الزائرين. وأوضح الفريق الركن عثمان الغانمي ان «القوة الجوية العراقية بدأت المشاركة في الخطة الأمنية للزيارة الشعبانية. وعلى رغم الاجراءات الأمنية المكثفة خطف مسلحون مجهولون صباح الاربعاء حافلة صغيرة تقل 11 من الزائرين الشيعة المتوجهين الى كربلاء. وأوضح الملازم كاظم السلامي ان «مسلحين يستقلون سيارة اوقفوا حافلة تقل 11 من الزائرين وسائقهم على الطريق السريع بين الحلة وكربلاء قرب منطقة ابو غرق (15 كلم غرب الحلة) واقتادوهم الى جهة مجهولة». وأوضح ان المسلحين اقتادوا الحافلة الى طريق غير معبد في هذه المنطقة. على صعيد آخر، أعلنت الشرطة العراقية مقتل خمسة من عناصرها واصابة ثمانية آخرين بينهم ثلاثة من الشرطة في انفجار عبوة ناسفة استهدفت دورية للشرطة في منطقة الدورة (جنوب بغداد) مساء الثاثاء. وأوضحت المصادر ان «خمسة من الشرطة، بينهم اربعة ضباط، قتلوا واصيب ثمانية اشخاص آخرين بينهم ثلاثة من الشرطة بانفجار عبوة ناسفة على دوريتهم قرب سوق الاثوريين في الدورة». وأضاف ان «الحادث وقع منتصف ليل الثلثاء الاربعاء». وفي الرمادي (100 كلم شمال بغداد) انفجرت سيارة مفخخة قرب مسجد وسط المدينة ما أسفر عن مقتل امرأة وإصابة 4 أشخاص بينهم شرطيان. علي صعيد اخر أمر رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي برفع كل الحواجز الخرسانية من جميع شوارع العاصمة العراقية «من دون استثناء» خلال مدة اربعين يوماً. وقال بيان صادر عن مكتب القائد العام للقوات المسلحة ان «المالكي امر برفع الكتل الخرسانية من الطرق الرئيسية والفرعية في جميع مناطق بغداد من دون استثناء وإعادة فتحها خلال مدة 40 يوماً. وظهرت عملية وضع الحواجز الخرسانية في بغداد والمحافظات الاخرى مع بدايات الاحتلال الاميركي للعراق حيث عمد الجيش الاميركي الى وضع الحواجز حول مقرات وجود قواته وحول المقرات الحكومية المهمة خصوصاً المنطقة الخضراء التي تضم مقرات معظم سفارات الدول الغربية في العراق، لا سيما الاميركية والبريطانية، اضافة الى مقرات الحكومة والبرلمان. وتصاعدت عملية وضع هذه الحواجز في شكل كبير حول معظم احياء واسواق وشوارع بغداد، وحتى الازقة فيها، مع تصاعد العنف والقتل الطائفي في العراق والذي تسبب بمقتل عشرات آلاف العراقيين. وعلى رغم نجاح هذه العملية في التقليل من حدة القتل الطائفي الا ان الكثير من العراقيين ما زالوا ينظرون بكثير من الاشمئزاز الى هذه الحواجز التي شوهت الى حد كبير معظم احياء العاصمة وحوّلتها الى ما يشبه الكانتونات حيث بات أمر الدخول والخروج، الى هذه الأحياء، فيه الكثير من المشقة إضافة الى أنها كانت السبب الرئيسي في خلق ازمة مرور خانقة في بغداد. ومع تراجع حدة العنف في بغداد والتحسن الملحوظ في الأمن عمدت الحكومة العراقية، التي تسلمت الملف الأمني من القوات الاميركية قبل عدة اشهر، الى رفع بعض هذه الحواجز وفتح العديد من الشوراع المهمة التي تربط احياء واجزاء المدينة. وساعدت عملية انسحاب القوات الاميركية في 30 حزيران من المدن العراقية الى تسهيل وتسريع عملية رفع هذه الحواجز من أماكنها.