موسكو، واشنطن – خدمة «نيويورك تايمز»، أ ف ب - اتهم نائب وزير الخارجية الروسي غريغوري كاراسين الولاياتالمتحدة امس، بمواصلة امداد جورجيا بالاسلحة، محذراً من ان بلاده ستتخذ الاجراءات المناسبة. جاء ذلك على رغم اعلان البيت الابيض ان الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف اتصل هاتفياً بنظيره الاميركي باراك اوباما الثلثاء وبحثا الوضع في جورجيا. وأشار البيت الابيض الى ان الرئيسين اتفقا على ضرورة خفض حدة التوترات في المنطقة. كذلك اتصل جو بايدن نائب الرئيس الاميركي بالرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي وأعرب له عن قلق واشنطن من ارتفاع حدة التوتر بين جورجيا وروسيا بعد حوالى عام على النزاع المسلح الذي دار بينهما. وقال كاراسين خلال مؤتمر صحافي في موسكو: «تفيد معلوماتنا بأن امدادات الاسلحة (الى جورجيا) من الولاياتالمتحدة متواصلة وهذا يثير قلقنا ويدفعنا لاتخاذ اجراءات مناسبة». وأضاف ان «الولاياتالمتحدة ليست مزود الاسلحة الوحيد» لجورجيا. ودعا كاراسين الامين العام الجديد لحلف شمال الاطلسي اندرس فوغ راسموسن الى توخي الحذر وعدم ارسال «اشارات خاطئة» الى تبليسي. وقال: «نأمل في ان يبدي الامين العام الجديد لحلف شمال الاطلسي مزيداً من ضبط النفس وان يقلل من ارسال الاشارات الخاطئة في ما يتعلق بوقوف قوات الحلف الى جانب جورجيا». وأشار الى ان «هذا الدعم لم يعد مطلقاً مثلما كان العام الماضي». وأوضحت الرئاسة الاميركية في بيان ان ميدفيديف اتصل بأوباما «لكي يتمنى له عيد ميلاد سعيداً» لمناسبة احتفال الرئيس الاميركي بعيد ميلاده الثامن والاربعين. وأضاف البيان انه «خلال هذا الاتصال ناقش الرئيسان الوضع في جورجيا وضرورة خفض حدة التوتر في المنطقة». وتابع البيت الابيض في بيانه ان «الرئيس اوباما ذكر بضرورة اللجوء الى القنوات المعتمدة لادارة الازمات كالآلية المشتركة للوقاية والرد على الحوادث، وشدد على ضرورة وجود مراقبين دوليين» على الارض. وخلال الايام القليلة الماضية ارتفعت حدة التوتر بين موسكو وتبليسي بسرعة لافتة عشية الذكرى الاولى للحرب الخاطفة التي خاضها الطرفان حول جمهورية اوسيتيا الجنوبية الانفصالية عن جورجيا، ووصل الامر حد حديث الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي عن «خطر» تجدد النزاع. وبدورها هددت روسيا السبت باللجوء الى القوة اذا استمرت «الاستفزازات» الجورجية. وأعلن رئيس اوسيتيا الجنوبية ادوار كوكويتي ان الجيش الروسي سيجري ابتداء من الاثنين مناورات «وقائية» في الجمهورية الانفصالية. وبعد ساعات من اتصال الرئيس الروسي بنظيره الاميركي، اتصل بايدن بالرئيس الجورجي لبحث الوضع الراهن في جورجيا. وجاء في بيان للبيت الابيض ان بايدن «اعرب عن قلقه من التصاعد الاخير في حدة التوترات (بين جورجيا وروسيا) وشدد على ضرورة ان تمتنع كل الاطراف عن القيام بأعمال تزعزع الاستقرار». وشدد بايدن على ضرورة ان تكون هناك «بعثة مراقبة دولية موضوعية تتمتع بالقدرة على الوصول الى جانبي الحدود»، كما «جدد التأكيد على دعم الولاياتالمتحدة للديموقراطية في جورجيا». على صعيد آخر، أوردت صحيفة «نيويورك تايمز» ان غواصتين نوويتين روسيتين تقومان منذ ايام بدوريات قبالة السواحل الشرقية للولايات المتحدة للمرة الاولى منذ سنوات، ما اثار قلق مسؤولين اميركيين. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين اميركيين في الدفاع والاستخبارات طلبوا عدم كشف هوياتهم ان واحدة من الغواصتين تجوب في المياه الدولية على بعد نحو 320 كلم عن الساحل بينما ما زال موقع الغواصة الثانية مجهولاً. وقال المصدر نفسه ان الغواصتين من طراز «اكولا». وصرح مسؤول بارز في وزارة الدفاع الاميركية ل «نيويورك تايمز» انه «في كل مرة تقوم البحرية الروسية بمثل هذه المناورات الاستثنائية يشكل ذلك مصدر قلق». وأضاف: «نعرف مكان الغواصتين ولسنا قلقين في شأن قدرتنا على متابعة تحركاتهما». وأضاف: «نحن قلقون لوجودهما هنا».