هدف "العمار" يفوز بجائزة الهدف الأجمل في الجولة العاشرة بدوري روشن    الرباعي والمالكي يحتفلان بزواج آلاء ومحمد    1.1 مليار ريال إجمالي دخل تطبيقات نقل الركاب    الأولمبياد الخاص السعودي يشارك في الاجتماع السنوي للبرامج الصحية الإقليمية في الرباط    نيمار: المملكة تملك المقومات لإنجاح تنظيم كأس العالم    المنتخب الوطني يواصل تحضيراته لمواجهة المنتخب الأسترالي    خادم الحرمين يتلقى رسالتين من رئيسي غينيا بيساو وجمهورية القمر    رسائل إلى العالم    هل تقفز «بيتكوين» إلى 100 ألف دولار ؟    النفط مستقر.. برنت فوق 73 دولاراً    الرئيس السوري: تحويل المبادئ حول الانتهاكات الإسرائيلية في فلسطين ولبنان إلى واقع    القمة العربية والإسلامية.. تؤكد: القدس الشريف خط أحمر.. ودعم مطلق للحفاظ على أمن لبنان    المملكة تستضيف المؤتمر الإقليمي لشبكة الروابط العائلية للشرق الأدنى والأوسط    رونالدو لا يستطيع تحقيق البطولات لوحده    تحديد موعد اجتماع مشروع توثيق تاريخ كرة القدم    ولي عهد الكويت يدعو لتكاتف المجتمع الدولي لوضع حد للانتهاكات الإسرائيلية    عمر خيرت.. ينسج بالموسيقى بساطه السحري في معرض الشارقة الدولي للكتاب    احذر.. بعد العاشرة ليلاً تحدث الجلطات    5 أمور تخلّصك من الزكام    الموسيقى الهادئة تجنبك استيقاظ منتصف الليل    NHC تسجل مبيعات بأكثر من 2 مليار ريال خلال اليوم الأول من معرض "سيتي سكيب"    فيصل بن نواف: نفتخر ونعتز بما حققته رؤية المملكة من منجزات    نائب أمير مكة المكرمة يطلع على برامج "الموارد البشرية"    أمير الرياض يستعرض جهود الجوازات.. ويعزي الضاوي    وزارة الداخلية تطلق ختماً خاصاً ب «سيتي سكيب»    الصناعة تصدر 43 ألف «شهادة منشأ» خلال شهر    سمو ولي العهد والرئيس الإيراني يستعرضان تطور العلاقات    لاعتدائه على حكم.. حبس رئيس ناد تركي لمدة 3 أعوام    التنمر.. بين مطرقة الألم وسندان المواجهة    الطائرة الإغاثية السعودية ال 22 تصل إلى لبنان    سلطان الثقافة والمجلد (127)    وزارة الثقافة تطلق «منصة ثقافة الطفل»    تحت رعاية سمو ولي العهد.. وزير الحرس الوطني يفتتح القمة العالمية.. السعودية تقود مستقبل التقنية الحيوية في العالم    الداخلية تعزز منظومة الأمن بمركبات كهربائية    جوائز التميز.. عوامل الهدم ومقومات البناء!    علو الكعب    صالة سينما تتحول إلى «حلبة مصارعة للسيدات»    المظهر والكاريزما!    وانتصرت الديمقراطية    "نيوم" تعيّن 3 شركاء عالميين لإنجاز المرحلة الأولى من "ذا لاين"    طريقة عمل أصابع فيليه السمك المقلية    مدير الشرطة ومساعد قائد دوريات الأمن وقيادات أمنية بجازان يقدمون العزاء في الرقيب أحمد شماخي    «مكافحة المخدرات» بجازان تقبض على شخصين لترويجهما 8 كيلوغرامات من الحشيش    رئيس الحكومة المغربية يشدد على ضرورة الوقف الدائم لإطلاق النار    الرئيس السوري: كلنا متفقون على المبادئ حول الانتهاكات الإسرائيلية في فلسطين ولبنان والأهم تحويلها إلى تطبيق على الواقع من أجل تحقيقها    الأمر بالمعروف بجازان تفعِّل المحتوي التوعوي "جهود المملكة العربية السعودية في مكافحة التطرف والإرهاب" بمحافظة بيش    البرهان: السودان قادر على الخروج إلى بر الأمان    تجمع المدينة الصحي يدشن 8 مهابط للإسعاف الجوي    الفرصة لاتزال مهيأة لهطول الأمطار على معظم مناطق المملكة    لمسة وفاء.. المهندس عبدالعزيز الطوب    المملكة تستضيف المؤتمر العالمي رفيع المستوى حول مقاومة مضادات الميكروبات بمشاركة وزراء الصحة والبيئة والزراعة من مختلف دول العالم ورؤساء منظمات دولية    مرحلة (التعليم العام) هي مرحلة التربية مع التعليم    أمير الرياض يطلع على جهود الأمر بالمعروف        «مجلس التعاون» يدين الاعتداء الإرهابي الغادر الذي استهدف قوات التحالف في سيئون    منسج كسوة الكعبة المشرفة ضمن جناح وجهة "مسار" بمعرض سيتي سكيب العالمي المملكة العربية السعودية    مراسل الأخبار    وزارة الدفاع تنظم الملتقى الدولي الأول لضباط الصف القياديين نوفمبر الجاري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هل يُضعِف هيكل السياسة الخارجية الذي وضعه أوباما نفوذ كلينتون؟
نشر في الحياة يوم 06 - 08 - 2009

ثمة جدل متفرّق يتنامى في وسائل الإعلام الغربية، وبخاصة الأميركية، يدور حول ما إذا كانت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، تؤدي دوراً فاعلاً ومركزياً في السياسة الخارجية لبلادها أم أن دورها تُنازعها عليه أطراف مختلفة داخل الإدارة الأميركية، بما يعطي الانطباع بأن خيوط السياسة الخارجية لا تنسجها كلينتون، ولا هي التي تصنع تفاصيلها. هذا الانطباع، إذا صحّ بالفعل، له مؤشرات ومواقف تبرر القول به، أو مناقشته ومقاربة حقيقته وآفاقه.
والحقيقة أن ثمة أسباباً تقف خلف هذا الانطباع وتروّج له منها: أولاً، اختلاط وتداخل التصريحات الأميركية في شأن بعض المسائل والملفات. من أمثلة ذلك، أن كلينتون حين سُئلت عن لقاءات أجريت في تركيا بين مسؤولين أميركيين وبعض الفصائل المسلحة في العراق، أجابت بأنها لا تعلم بمسألة هذا الحوار، وفي اليوم التالي صرح ناطق باسم الخارجية الأميركية بأن هذا الحوار قائم بالفعل، وتستهدف منه واشنطن توسيع الخيارات لمنع تغلغل إيران في العراق.
المثال الآخر، كان تصريح كلينتون بأن بلادها مستعدة لإقامة مظلة دفاعية لحلفائها في منطقة الخليج للوقوف بوجه التحدي النووي الإيراني. وبعد احتجاجات، بخاصة من قبل إسرائيل، تراجعت الخارجية الأميركية عن تصريحات كلينتون قائلة إن الوزيرة لم تكن تقصد بتصريحاتها الإيحاء بأن امتلاك إيران سلاحاً نووياً قد يكون أمراً واقعاً في المستقبل، والمظلة الدفاعية استجابة عملية إزاءه، وأكد الناطق باسم الخارجية إن واشنطن ستحول دون امتلاك إيران سلاحاً نووياً. هذا الاضطراب، قد يُغري بالاستنتاج ان كلينتون ما زالت مرتبكة وتفتقر إلى الرؤية الاستراتيجية والعمق التنظيري اللذين يمنحانها منطقاً لا يجعلها غائبة عن تفاصيل مهمة كهذه، ولا يجعلها (كما هي الحال القائمة) تكرر المواقف بشكل يُفقِد حديثها الجدية المطلوبة، وهو ما يتضح بجلاء عند مراجعة أحادثيها وتصريحاتها في شأن الحوار مع إيران منذ أزمة الرئاسة الإيرانية.
ووصل اختلاط التصريحات حدّ التناقض حين صرّح الجنرال المتقاعد، سكوت غرايشن، مبعوث الرئيس أوباما إلى السودان باحتمال رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب وبأن مراجعة العلاقات الأميركية معه ستتم خلال أسابيع، فلم تتأخر الوزيرة كلينتون في الردّ على ذلك بالقول: «السودان ما زال على قائمة الإرهاب». وبالنسبة للتعاطي مع إيران، تذكر «نيويورك تايمز» (2/8/2009) أن وزيرة الخارجية الأميركية في أعقاب أزمة الرئاسة الإيرانية، كانت تدفع باتجاه اتخاذ سياسة متشددة تجاه إيران ويساندها في ذلك نائب الرئيس جو بايدن، لكنّ ما استقرّ عليه أوباما هو أنّ المصلحة الأميركية في إجراء محادثات مع إيران.
وطافت تساؤلات عن مدى الانسجام بين الخارجية والبيت الأبيض، عندما بدا أن الخارجية تميل إلى عدم التسرع في الانفتاح على سورية، فيما رأى البيت الأبيض أن المبادرة في الانفتاح المدروس على دمشق مهم للمصالح الأميركية، ولذلك كانت توجيهات الرئيس الأميركي لجورج ميتشيل بزيارة سورية، التي زارها مرتين خلال نحو أربعين يوماً. ثانياً، إن الدور المركزي والكاريزمي الذي يلعبه الرئيس أوباما ومن بعده نائبه جو بايدن، يضعفان من مركزية دور كلينتون في صناعة السياسة الخارجية. زد على ذلك أن وجود أشخاص مخضرمين وأقوياء وذوي خبرة عميقة في الخارجية الأميركية من أمثال هولبرك (ملف باكستان وأفغانستان) وميتشيل (الشرق الأوسط)، ويحظون باستقلالية في العمل، يقللون من فرص كلينتون في أداء دور حاسم ومسيطر.
والدرس الذي تعلمته الادارة الجديدة من ادارة بوش السابقة يتمثل في وجوب وضع مسؤول اميركي كبير في كل غرفة يتم فيها التفاوض على أي شأن من هذه الشؤون، كما تقول «الغارديان» (27/7/2009). ولقد أحسّ الرئيس أوباما ذات تصريح بأن من شأن ذلك أن يضعف دور كلينتون فقال: على رغم استقلالية ميتشيل وهولبرك إلا أنهما يعملان تحت مظلة الوزيرة كلينتون. ويطرح المحللون تساؤلات حول مدى قدرة السيدة كلينتون على التأثير في قضايا الأمن القومي، بينما تنازلت طواعية، بحسب «وول ستريت جورنال» (25/7/2009) عن الكثير من «الأراضي» لمفاوضين من الوزن الثقيل (هولبرك وميتشيل، روس...)، مشيرين إلى أن ذلك ليس بالأمر الجيد لشخص يريد أن يكون وزيراً فعالاً للخارجية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الهيكل الذي وضعه الرئيس أوباما لفريق السياسة الخارجية قد لا يسمح للسيدة كلينتون بنفوذ كبير في المسائل الملحة التي تواجه واشنطن خلال الأشهر المقبلة. وهذا يحيل إلى تأكيد أن سلطات السياسة الخارجية تعود إلى البيت الأبيض ومجلس الأمن القومي. وإنْ كانت هذه سياسة تقليدية، إلا أنّ انكشافها يبدو جلياً في حالة هيلاري كلينتون. والسيدة الوزيرة تدرك ذلك، وإلا ما معنى ردها على الكلام الهامس والصريح في شأن دورها قائلة بعد أن غابت لفترة بعد إصابة في مرفقها: «لقد كُسر مرفقي ولم تُكسر حنجرتي»! ثالثاً، أشارت تقارير صحافية أميركية إلى نقل دينيس روس من الخارجية إلى البيت الأبيض ليكون عوناً للرئيس في شؤون المنطقة، وهو ما يمكن اعتباره «ضربة» لكلينتون.
وذهبت تقارير إلى القول إن أوباما انتظر ستة أشهر، من أجل أنْ تقدّم له الخارجية استراتيجية متكاملة للتعاطي مع إيران، فلمّا لم تفعل الوزارة، كان انتقال روس إلى البيت الأبيض خياراً عملياً. رابعاً، أشار تحليل في «الغارديان» (24/7/2009) إلى أن الولايات المتحدة قد تعاني من أجل الحفاظ على الحلفاء، ناهيك عن الأعداء. وتعزى هذه التوترات مع الآخرين في شكل جزئي إلى إرث إدارة جورج بوش الابن السابقة، لكنها تتعلق في شكل أكبر بالتغييرات المنظورة في توازن القوى، وبخاصة تراجع نفوذ واشنطن وتوسع نفوذ الصين والهند. وتشير الصحيفة إلى أن أكبر معوق أمام شراكات «العقلية الجديدة» التي تريد إدارة أوباما أن تنظم علاقاتها الدولية هو في الحقيقة من صنع كلينتون نفسها، وتقصد الصحيفة بذلك فرضية كلينتون القديمة بأن واشنطن في كل مثل هذه الترتيبات ستكون في شكل طبيعي المسيطرة.
* كاتب أردني.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.