هددت إيران أمس، بوقف تصدير نفطها، إن تصاعدت الضغوط الغربية عليها، وأكدت أنها تنتج 4 ملايين برميل من النفط يومياً. وقال وزير النفط الإيراني رستم قاسمي: «إذا شُددت العقوبات، سنقطع صادراتنا النفطية عن العالم. أعددنا خطة لإدارة البلاد من دون إيرادات نفطية. حتى الآن لم نواجه أي مشاكل خطرة، لكننا سنلجأ إلى خطة بديلة، إن تكررت العقوبات». وعلى هامش مؤتمر حول الطاقة في دولة الإمارات العربية المتحدة، أكد قاسمي أن إيران «تواصل إنتاج 4 ملايين برميل نفط يومياً»، مضيفاً: «على رغم محاولات البلدان الغربية منع مبيعات النفط الإيراني، ننتج بكامل طاقتنا، وكانت صادراتنا ثابتة في الشهور الأخيرة». وزاد: «تواجه إيران عقوبات أميركية منذ 30 سنة، وفي الوقت ذاته تدير قطاع النفط بنجاح». وكانت منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) أفادت بتراجع إنتاج إيران في أيلول (سبتمبر) الماضي إلى 2,7 مليون برميل يومياً، فيما أبلغت طهران المنظمة أنها أنتجت 3,7 مليون برميل يومياً في آب (أغسطس) الماضي. إلى ذلك، أعلن محمد حسين داجمار، وهو عضو منتدب لشركة الخطوط الملاحية الإيرانية، أن العقوبات تضرّ بقطاع الشحن في البلاد. وقال: «لو لم تكن الحكومة تساعدنا، لكانت (العقوبات) أوقفت جزءاً أكبر من نشاطنا. إذا استمر هذا الوضع، مؤكدٌ أن عملياتنا ستواجه مشكلات خطرة. وسيؤدي مزيد من الضغط إلى ضرر أكبر». في السياق ذاته، حضّ رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام في إيران هاشمي رفسنجاني على «التركيز على قضية الأمن الغذائي، ومنحها أولوية، إذ أن أي أضرار في القطاع الزراعي ستكون مشكلة». وفي انتقاد ضمني لحكومة الرئيس محمود أحمدي نجاد، أشار إلى تراجع سعر صرف الريال الإيراني في مقابل الدولار، و «الآثار السلبية على القطاعات الاقتصادية والإنتاجية»، عازياً ذلك إلى «اتخاذ قرارات متسرعة». وشدد على أن «الوضع الراهن يتطلب عناية خاصة بالإنتاج والمنتجين». في باريس، أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن لا معلومات لديه في شأن ما أوردته صحيفة «نيويورك تايمز» عن اتفاق «مبدئي» بين الولاياتالمتحدةوإيران لإجراء محادثات مباشرة حول الملف النووي لطهران. وقال رداً على سؤال ل «الحياة»: «ثمة عقوبات جديدة أثرت في إيران، فيما أن المفاوضات تأخذ مسارها مع الدول الست (المعنية بالملف النووي الإيراني)، ولا معلومات لدي عن أي إطار تفاوضي آخر». في غضون ذلك، توقّعت المحامية الإيرانية شيرين عبادي الحائزة جائزة نوبل للسلام، أن تشهد بلادها قريباً ثورة «ربيعية»، قائلة: «لن يمرّ وقت طويل جداً قبل ذاك اليوم». واعتبرت أن انتفاضة ضد النظام هي «جزء من علاقة إيران مع الولاياتالمتحدة ومع دول الجوار، ووضعها الاقتصادي». وشددت على أن الاحتجاجات التي اندلعت بعد انتخابات الرئاسة عام 2009، «تتواصل ولكن في أشكال مختلفة».