قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن الرئيس السوري بشار الأسد يعتبر ضامناً لحقوق الأقليات القومية والدينية في سورية، مشيراً إلى انه يتمتع بدعم ما لا يقل عن ثلث الشعب السوري. ووجه لافروف انتقاداً حاداً للغرب، موضحاً أنه جعل من الرئيس السوري «فزاعة»، وأن ما يشغله حقيقة ليس سورية، بل إيران. وقال لافروف في تصريح لصحيفة «روسيسكايا غازيتا» الروسية نشر أمس: «بشار الأسد يعد شخصية تضمن أمن الأقليات التي تقطن سورية، بمن في ذلك المسيحيون. وحتى حسب أكثر التقديرات تحفظاً التي يوردها أصدقاؤنا الغربيون في اتصالات خاصة معنا، فإن ما لا يقل عن ثلث السكان لا يزالون يؤيدونه باعتباره شخصية دعت إلى عدم السماح بأن تتحول سورية إلى دولة لا يمكن الأقليات أن تعيش فيها». وأشار الوزير الروسي إلى أن بشار الأسد «جعلوا منه فزاعة»، مضيفاً أنه «في حقيقة الأمر إن كل الاتهامات التي تطلق في شكل قطعي، والقائلة إنه يتحمل كل الذنوب، تستخدم كغطاء للعبة جيوسياسية كبيرة». وأوضح الوزير الروسي أنه «تجرى الآن عملية جديدة لإعادة رسم الخريطة الجيوسياسية للشرق الأوسط، يحاول مختلف اللاعبين خلالها ضمان مواقفهم الجيوسياسية». وأضاف: «ما يشغل بال الكثيرين هو ليس سورية، بل إيران في شكل أساسي. وتجرى أيضاً أحاديث، وفي شكل علني، حول أنه يجب حرمان إيران من حليفها الأقرب الذي يرونه في شخص بشار الأسد». وفي معرض حديثه عن أفكار الحل في سورية والجهود الديبلوماسية الدولية، أشار الوزير إلى أن «وصفات مفروضة من الخارج لن تؤدي أبداً إلى تحقيق نتائج ثابتة قادرة على الاستمرار»، مضيفاً أنه «لا يمكن تحقيق مثل هذه النتائج إلا من طريق الحوار». وحول الزيارة المرتقبة بعد أسبوع للمبعوث الدولي - العربي الأخضر الإبراهيمي إلى موسكو وإمكانية تفعيل مبادئ اتفاق جنيف، قال لافروف: «نحن نأمل بأن يحاول الأخضر الإبراهيمي... إضفاء بعد عملي على المبادئ التي يتضمنها بيان جنيف». وأعرب لافروف مجدداً عن دعم موسكو مبادرة الهدنة في سورية. وقال إنها «مسألة مهمة وجاءت في الوقت المناسب». وتابع «لقد وقفت روسيا دائماً وتقف إلى جانب وقف أعمال العنف كافة في سورية من أي جهة كانت، وإلى جانب التسوية السلمية للأزمة من دون تدخل خارجي»، داعياً «الحكومة السورية وأطراف المعارضة كافة إلى التجاوب إيجابياً مع مقترح مبعوث الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية». وزاد «نعتقد أنه بهذا سنخطو خطوة مهمة جداً في وقف إطلاق النار لأمد بعيد وانطلاق العملية السياسية، التي ستضمن تحديث سورية ديموقراطياً لمصلحة مواطنيها كافة». وقال لافروف إن لديه تصوراً بأن بعض الدول يحاول الحيلولة دون تحقيق تهدئة في سورية. وتابع: «المعارضة تستمر في تسلم الأسلحة والمال والدعم المعنوي. وحين نتحدث مع المعارضة، سواء الخارجية في شخص المجلس الوطني السوري، او الداخلية، اي ما يسمى بلجان التنسيق المحلية، نقول لهم انه ينبغي التخلي عن العنف. ويرد البعض منهم ان الشركاء الغربيين يقولون لهم شيئاً مغايراً تماماً، فيدعونهم الى مواصلة المقاومة واطلاق النار والدفاع عن الحقوق بالسلاح حتى يسقط النظام. ويلمحون بأن هذه الممارسات ستكون مدعومة من الخارج». وأضاف الوزير الروسي قائلاً: «يتكون انطباع بأنه ما ان يلوح ضوء في الأفق... يظهر أحد ما من مصلحته عدم السماح بسورية أكثر هدوءاً واستمرار القتال الدموي والحرب الاهلية». ووجه لافروف انتقادات شديدة إلى المعارضة السورية، قائلاً إنها تلجأ أكثر فأكثر إلى القيام بأعمال ارهابية. وقال: «من المحزن ان المعارضة أخذت أكثر فأكثر تلجأ الى اعمال ارهابية. وشركاؤنا الغربيون، على رغم التقاليد القائمة من زمن والممارسة الراسخة، يرفضون ادانة هذه الاعمال في مجلس الامن الدولي. وأما شركاؤنا الاميركيون، فقد جاء على لسان الناطقة الرسمية باسم الخارجية الاميركية ان استمرار بشار الاسد في السلطة يؤجج الميول المتطرفة. يعتبر هذا تبريراً غير مباشر للاعمال الارهابية». يأتي ذلك فيما وصل نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف إلى طهران صباح أمس حيث سيبحث مع المسؤولين الإيرانيين تطورات الأزمة السورية، كما ذكرت وكالة «فارس» الإيرانية للأنباء. وقالت الوكالة إن «ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط والممثل الخاص لفلاديمير بوتين وصل إلى طهران بدعوة من نظيره حسين أمير عبداللهيان للبحث في القضايا الإقليمية والوضع في سورية». وأضافت أن المسؤول الروسي سيلتقي أيضاً في طهران وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي.