اجتمع في دبي امس 20 رئيس دولة و40 وزيراً وعدد كبير من الوفود الرسمية، في «منتدى الطاقة العالمي» لوضع «خريطة طريق لمواجهة نقص الطاقة وإرساء نظام عالمي جديد لمعادلة العرض والطلب»، تكون بمثابة درع واقية من الأزمات الاقتصادية ونقص المياه والكهرباء والتغير المناخي. وخرج المنتدى من مقره في نيويورك للمرة الأولى، ليحط الرحال في دبي والمنطقة العربية، التي تسعى إلى سد العجز بين المتاح والمطلوب من احتياجات الطاقة، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة الاقتصادية والاجتماعية. وشهد المنتدى حدثين مهمين، أولهما إعلان الرئيس المؤسس ل «المنتدى العالمي للطاقة» هارولد هيون سوك أوه ونائب رئيس الإمارات رئيس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، يوم 22 تشرين الثاني (نوفمبر) يوماً عالمياً للطاقة، وثانيهما إطلاق «حركة الطاقة الذكية»، تحت شعار «حضارة الطاقة الجديدة» التي تعتمد على مصادر مستدامة ومتاحة للجميع. وطغت على المنتدى الذي يستمر ثلاثة أيام، التحديات التي تواجه العالم من فقر وعدم توافر خدمات كهرباء ل 1.5 مليون شخص من شعوب العالم، وتأثيرات ذلك على مناحي التنمية، من تعليم وصحة وبنية تحتية. ولفت أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، إلى ان المنتدى «ينعقد في ظل أجواء اقتصادية وسياسية مضطربة، تتطلب التشاور والتنسيق والتواصل عبر لقاءات تجري على هامش المنتدى، للبحث في هذه الأمور، خصوصاً ما يتعلق بأسواق الطاقة والتحديات التي تواجهها، سعياً إلى تجاوز العقبات، وتطلعاً إلى استقرار اقتصادات المنطقة والعالم». وتابع في كلمة ألقاها نيابة عنه وزير المال الكويتي نايف بن فلاح الحجرف، ان التحديات التي تواجه الطاقة، هي الاستثمار في تنويع مصادرها، بالإضافة إلى بقاء إمدادات كافية ولجم التقلبات في أسواقها، والسياسات الاقتصادية في الدول المصدّرة والمنتجة. أما عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، فأكد ان أهمية المنتدى تكمن في بحثه عن سبل لتحقيق افضل استثمار ممكن للطاقة البديلة، على رغم ان النفط والغاز سيبقيان المصدرين الرئيسين للطاقة. ولفت خلال كلمة ألقاها نيابة عنه رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، إلى أهمية «نشر الوعي بقضية الطاقة بكل أبعادها، خصوصاً ما يتعلق بأهمية تعزيز استخدام الطاقة البديلة، في الموازنات العامة للدول والتشريعات والأنظمة الخاصة بأعمال بناء المباني والمنشآت. وقال رئيس «المنتدى العالمي للطاقة» ل «الحياة»، ان نحو ربع سكان العالم لا يحصلون على الكهرباء، وقرابة نصفهم يعتمدون على وسائل بدائية لتدبير احتياجاتهم اليومية من الطاقة. وأشار إلى ان الطاقة المستدامة قادرة على محاربة الفقر ودعم العدالة الاجتماعية، لذلك يوجد 100 التزام دولي لتحقيق مبادرة «الطاقة المستدامة للجميع»، التي يحصل من خلالها بليون شخص على مصادر الطاقة حتى عام 2030. أما نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية احمد بن حلي، فأكد ل «الحياة»، ان نقص الطاقة يعتبر أحد أسباب الثورات في المنطقة العربية، التي طالبت شعوب المنطقة من خلالها بحياة أفضل وإيجاد فرص عمل. وأشار إلى ان المجلس الوزاري التابع لجامعة الدول العربية، «أطلق الاستراتيجية العربية لتطوير استخدامات الطاقة المتجددة، التي أقرتها قمة الكويت عام 2009، وسيضع الوزراء آلياتها خلال قمة الرياض مطلع العام المقبل». أوضح الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر جيله أن تبني تطبيقات الطاقة المتجددة والسعي نحو إيجاد مصادر بديلة للطاقة أصبح هو الاتجاه السائد حالياً على مستوى العالم، في ظل توافر مصادر الطاقة المتجددة وتنوعها. وكشف أن جيبوتي لديها خطط للاعتماد في شكل كامل على مصادر الطاقة المتجددة النظيفة لتصبح مستخدمة في جيبوتي بنسبة 100 في المئة بحلول عام 2020 ما ستكون له انعكاساته الإيجابية على خطط التنمية المستدامة. وأجمع المشاركون في المنتدى ان العالم يشهد في الوقت الراهن تحولاً غير مسبوق في قطاع الطاقة، من الاعتماد على الوقود الأحفوري إلى استخدام طاقة نظيفة متجددة. ولفتوا إلى ان عملية التحوّل هذه قد تستمر عقوداً من الزمن، بل قد تستمر لقرن كامل. وأكد المشاركون في المنتدى ان الدراسات أثبتت أن المنطقة العربية، تتمتع بوفرة كبيرة في المصادر البديلة، خصوصاً الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، كما تتمتع معظم الدول العربية بإمكانات جيّدة في طاقة الرياح، علاوة على مصادر الطاقة المائية والحيوية.