أكد وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا الأمير أحمد بن عبدالعزيز أن خدمة الحجيج والمعتمرين تعد من أولويات القيادة السعودية على مدار العام، وقال في مؤتمر صحافي عقده أمس في مكةالمكرمة: «ما يبذل من جهود أمر ملموس لا يحتاج إلى توضيح، فكل من يأتي إلى أداء المناسك سواء الحج أم العمرة أم زيارة المسجد النبوي يشاهد ويلمس هذا الاهتمام». وأضاف الأمير أحمد: «نتوقع ازدياداً مستمراً في أعداد القادمين للحج والعمرة، وتعمل هذه المشاريع التي بدأت من عهد الملك عبدالعزيز، وتستمر في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لخدمتها، مؤكداً أن المملكة تستخدم إمكاناتها كافة لخدمة ضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين. وذكر أن المملكة تأخذ العبرة وتستفيد من تجاربها السابقة لتطوير وتحسين الخدمات المقدمة للحجاج التي تتطور في كل عام عن العام الذي سبقه. واستبعد الأمير أحمد تأثير الأحداث الدائرة في بعض الدول المجاورة على الحجاج، وبخاصة أنهم قدموا لأداء فريضة، وهذا بالتأكيد يجعل فريضة الحج بعيدة عن مثل هذه الأحداث وتأثيراتها، مؤكداً أن السعودية «لم ترفض قدوم أي حجاج أو وفود، ومنها البعثات السورية». وقلل من شأن المخاوف تجاه الحجاج الإيرانيين، بقوله: «أكد لنا المسؤولون الإيرانيون حرصهم على راحة الحجيج وأداء مناسكهم على أكمل وجه». وأوضح رئيس لجنة الحج العليا أن نظرة المملكة لجميع الحجاج واحدة «لا يوجد أي تمييز أو زيادة في الإجراءات لحاج دون آخر من مختلف الجنسيات ومن شتى بقاع الأرض فالجميع يعاملون بتساوٍ». «المتسللون الإيرانيون» استبعد وزير الداخلية الأمير أحمد بن عبدالعزيز أن يكون لدى المجموعة الإيرانية التي تم ضبطها في المياه الإقليمية السعودية قبالة ساحل الخفجي أي أهداف سياسية. وأوضح أن نتائج التحقيقات الأولية مع المضبوطين ومع قائد القارب الذي كانوا يستقلونه، تشير إلى أن سبب دخولهم الأراضي السعودية بطريقة غير قانونية «كان عن طريق الخطأ، إذ كانوا يعتزمون العبور إلى الكويت طلباً للمعيشة مؤكداً أن التحقيقات ما زالت جارية». ووصف وزير الداخلية السعودي أن ما ذكره مبعوث الأممالمتحدة الأخضر الإبراهيمي حول تصدير الأزمة السورية إلى دول الإقليم بأنه «أمر مبالغ فيه، وهو غير صحيح». واستشهد بما مرت به المنطقة من أحداث مشابهة وحروب «على رغم ذلك لم تصدر أزمات تلك الدول خارج محيطها»، وزاد: «ذهب الشر وبقي الخير، وانتصر الخير على الشر وهذا واضح في المنطقة، وأتمنى أن تطفأ نار الفتنة في سورية، وفي كل البلدان العربية والإسلامية، فنحن نتمنى السلام لكل دول العالم». ونوه وزير الداخلية إلى أنه الحجاج النيجيريين على مدى سنوات كانوا الأكثر عدداً وتنظيماً، «لكن للأسف، فالأحداث الأخيرة التي وقعت في نيجيريا أثرت على العدد والنوعية». وبرر زيادة حصص بعض الدول من الحجاج يوجود دول أخرى قللت في طلبها (على تأشيرات الحج)، «وتم فتح الباب أمام الطلبات الأخرى، ليكون هناك توازن في هذا المجال»، مشيراً إلى أن العام الحالي شهد زيادة في الطلب كثيراً، فاضطرت السعودية إلى الالتزام بالنسبة المقررة لكل دولة، وأيضاً بسبب الأعمال الجارية في الحرمين الشريفين، «وسيكون هناك ضغط أكبر لتنجز هذه الأعمال، وتستوعب عدداً أكبر». وبخصوص واقعة الحاجات النيجيريات في مطار جدة، قال الأمير أحمد: «بالنسبة لما حدث من النساء النيجيريات في المطار، فأنا متأسف، وأتمنى أن يكون ما ذكر من ناحية المعاملة غير صحيح». وأكد أنه سيطلب من أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية الأمير خالد الفيصل أن يحقق في الأمر، «وما سيتوصل إليه التحقيق سيجازى من كان مسؤولاً عنه»، مشيراً إلى وجود تحقيقات سابقة، «لكن زيادة في الحرص». وقال: «إن القاعدة العامة الشرعية أن النساء الشابات (ما دون 35) لا يجوز حجهن فرادى، حفاظاً عليهن، لأنه لا بد من وجود محرم يرافقهن إلا أن يكن في مجموعة أو أسرة، لكن في هذا العام أتى عدد كبير من الشابات النيجيريات دون ترتيب معين أو تنظيم، بمجرد أنهن يردن الحج، وهذا سبب عدم السماح لهن خوفاً عليهن، ونتمنى لهم حجاً مبروراً في الأعوام المقبلة». وعن قيام حملات تصنف من فئة «خمس نجوم» بالمبالغة، قال الأمير أحمد إن الحج شعيرة يلبس فيها جميع المسلمين لباساً واحداً بمختلف فئاتهم ومستوياتهم، ويجتمعون فيها تحت صعيد واحد في عبادة مشتركة، وهذه عبرة للناس أن الله خلقهم متساويين، في جميع الحقوق والواجبات، فمن أراد خيراً فالباب مفتوح ومن أراد شراً فالله حسبه. وأضاف: «وجود حملات تعطي هذا المستوى أعتقد أنه لا يجوز، ويجب الحد منه، ووضع ترتيبات في ما يخصه، فالحج يقرب المسلمين بعضهم من بعض، فلا فرق بين عربي ولا أعجمي ولا غني ولا فقير».وأكد أنه سيتم التعاون بين وزارتي الداخلية والحج والأوقاف لإعادة النظر في مثل هذه الحملات، رافضاً محاولة استغلال الحج في الكسب بهذه الطريقة والأسلوب.