واشنطن، سيول – أ ف ب - سمحت الرحلة المفاجئة التي قام بها الرئيس الاميركي الاسبق بيل كلينتون الى كوريا الشمالية بالعفو والافراج عن صحافيتين اميركيتين من اصول آسيوية. وغادر بيل كلينتون كوريا الشمالية الثلاثاء مصطحبا معه الصحافيتين. واوضح المتحدث باسمه مات ماكينا انه "غادر من دون مشاكل كوريا الشمالية ومعه لورا لينغ ويونا لي وهم في طريقهم الى لوس انجليس (كاليفورنيا, غرب) حيث ستلتقي لورا ويونا بعائلتيهما". وكانت الاميركية من اصل صيني لورا لينغ (32 عاما) والاميركية من اصل كوري يونا لي (36 عاما) اوقفتا في 17 آذار/مارس بعدما دخلتا "بطريقة غير مشروعة" اراضي كوريا الشمالية من الصين. وقد حكم عليهما في 12 حزيران/يونيو بالسجن 12 عاما مع الاشغال الشاقة لعبورهما الحدود بدون تصريح و"تحقير" النظام وارتكاب "جريمة خطيرة" لم يوضح ماهيتها. وتعمل الصحافيتان لقناة "كارنت تي في" التلفزيونية التي شارك في تأسيسها نائب بيل كلينتون عندما كان رئيسا آل غور. وقبل محاكمتهما, قالت ليزا لينغ شقيقة لورا على موقع "فايسبوك" على الانترنت ان الصحافيتين "في صلب مواجهة نووية عالمية" ويجب التحرك من اجلهما. لكن منذ اسابيع بدا ان اسرتيهما اللتتين اطلقتا صفحة على موقع تويتر على الانترنت وعريضة, تميلان الى اختيار مفرداتهما بعناية. وقالت ليزا لينغ ان "الوضع حساس جدا", ورفضت التعليق على رحلة بيل كلينتون. وقالت لصحيفة "لوس انجليس تايمز" الثلاثاء "سننتظر فالوضع بالغ الحساسية". وبعد الاعلان عن العفو عن الصحافيتين امس, عبرت اسرتاهما عن "سرورهما" و"شكرهما" للحكومة وللرئيس الاسبق بيل كلينتون. وقد عملت لورا لينغ في اعداد تحقيقات وخصوصا في بورما وسيرلانكا وتهتم في "كارنت تي في" بالاخبار الموجهة الى الجمهور الشاب. وفي رسالة الى شقيقتها في ايار/مايو قالت انها بكت كثيرا خلال احتجازها وانها "محظوظة لان اسرتها تعمل بهذا القدر من الجدية لاطلاق سراحها". اما يونا لي التي وصلت الى الولاياتالمتحدة في 1995 من سيول حيث ما زال والداها يعيشان, فهي تعمل في "كارنت تي في" منذ تأسيسه. وهي متزوجة من مايكل سالديت منذ عشر سنوات ولديها ابنة في الرابعة من عمرها. وحسب رسالة نشرتها صديقة لها تدعى مليكة شوبرا على الموقع المخصص للصحافيتين, تمكنت يونا لي من الاتصال بشقيقة لها. لكن اقربائها قالوا ان "التقلب الحاد بين حالات الامل واليأس كان منهكا". واعلنت محطة التلفزيون اليابانية "ان اتش كي" ان الطائرة التي تقل الرئيس الاميركي الاسبق بيل كلينتون والصحافيتين الاميركيتين اللتين افرجت عنهما كوريا الشمالية, اقلعت الاربعاء من قاعدة عسكرية اميركية في اليابان متوجها الى لوس انجليس. واوضح التلفزيون العام, الذي بث مشاهد عن اقلاع الطائرة انها غادرت عند الساعة الثالثة بتوقيت غرينتش في قاعدة ميساوا الجوية الاميركية في مقاطعة آوموري (شمال). وكانت الطائرة حطت في القاعدة عند الساعة 10.25 (01.25 تغ) للتزود بالوقود. وكانت كوريا الشمالية سحبت بيانا كانت اصدرته في وقت سابق من اليوم الاربعاء واعلنت فيه مغادرة الرئيس الاميركي الاسبق بيل كلينتون اراضيها بعدما وعدته بالافراج عن صحافيتين اميركيتين مسجونتين لديها, كما ذكرت وكالة الانباء الكورية الجنوبية (يونهاب). وكانت وكالة الانباء الكورية الشمالية الرسمية ذكرت ان "بيل كلينتون الرئيس الاسبق للولايات المتحدة غادر اليوم والوفد المرافق له" كوريا الشمالية, بعدما التقى الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ ايل الذي قرر العفو عن الصحافيتين الاميركيتين لورا لينغ ويونا لي. ولم توضح الوكالة الكورية الشمالية في بيانها ما اذا كان كلينتون اصطحب الصحافيتين معه ام لا. من جهة ثانية، صرح مسؤول اميركي رفيع المستوى ان الرئيس الاسبق بيل كلينتون لم يعتذر لكوريا الشمالية عن سلوك الصحافيتين الاميركيتين اللتين افرجت عنهم بيونغ يانغ اثر مهمة انسانية قام بها. وقال هذا المسؤول ردا على سؤال في هذا الشأن الثلاثاء "الجواب هو لا". وكانت وكالة الانباء الكورية الشمالية الرسمية ذكرت ان الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ ايل اصدر عفوا عن الصحافيتين بعدما قدم له كلينتون "اعتذاراته الصادقة" عن "سلوكهما العدائي".