لحقت الأسماك بموجة ارتفاع أسعار السلع الغذائية، وسجلت زيادات متباينة بلغت 20 في المئة في حدها الأقصى في أسواق السمك بالرياض خلال الأسابيع الماضية، ما عزاه عاملون في مجال الأسماك إلى ارتفاع الطلب على الأسماك، هرباً من غلاء الدواجن واللحوم. وقال رئيس اللجنة الزراعية والثروة السمكية في غرفة الشرقية جعفر الصفواني ل«الحياة»، إن أسعار الأسماك في المنطقة الشرقية مستقرة على رغم شح المعروض، عازياً ارتفاع أسعار الأسماك في الرياض إلى ارتفاع الطلب عليها، بسبب مقاطعة لحوم الدواجن. وأضاف: «إن ارتفاع الطلب على أية سلعة وقلة المعروض يلعبان دوراً كبيراً في ارتفاع الأسعار، مشيراً إلى أن هناك عوامل رئيسية تلعب دوراً في رفع الأسعار، من أهمها نشاط الهواء في البحر الذي يحد من ارتياد الصيادين للبحر، وينعكس على حجم المعروض، ما يتسبب في رفع الأسعار، وكذلك عدم الاهتمام بالبيئة البحرية، فهناك ردم للسواحل، وكذلك رمي للمخلفات في البحر، إضافة إلى ارتفاع درجة الحرارة. وطالب الصفواني بعمل دراسات مشتركة بين دول مجلس التعاون الخليجي للبيئة البحرية، والاتفاق على أسلوب الصيد والعمل على المحافظة على مهنة الصياد، مشيراً إلى أن أكثر من 70 في المئة من الأسماك الموجودة في السوق تأتي من مياه الخليج العربي فيما البقية من البحر الأحمر، خصوصاً أن 80 في المئة من الحياة البحرية تكون على السواحل الهادئة التي تتدرج في عمقها، وهذا ما يتوافر في سواحل الخليج العربي بعكس سواحل البحر الأحمر العميقة والهائجة. من جهته، قال البائع في سوق السمك بالرياض محمد عبدالرحمن، إن الأسماك الموجودة في السوق يختلف سعرها بحسب المنطقة التي يتم صيدها منها، إذ إن أسماك الخليج العربي أعلى سعراً من أسماك البحر الأحمر والأسماك المستوردة من عُمان. وقال عبدالرحمن ل«الحياة»، إن الأسعار ارتفعت في أسواق الرياض بمعدل يصل إلى 20 في المئة، متوقعاً أن يكون لارتفاع أسعار الدواجن واللحوم أثر عكسي في أسعار الأسماك، وبلغ سعر الكيلوغرام من الشعور 30 ريالاً، في مقابل 22 ريالاً قبل شهر، فيما بلغ سعر كيلو الناجل 40 ريالاً، مرتفعاً من 33 ريالاً، ووصل سعر كيلو سمك الكنعد والهامور والروبيان إلى 50 ريالاً من 38 ريالاً. وأكد ارتفاع الطلب على الأسماك خلال الأيام الحالية على رغم ارتفاع الأسعار، متوقعاً أن تزيد الأسعار مع دخول فصل الشتاء، مشيراً إلى أن هناك مستهلكين يشترون كميات كبيرة، ويقومون بتخزينها. أما البائع حسن أبو أحمد، فأرجع ارتفاع أسعار معظم الأسماك والروبيان إلى قلة المعروض وزيادة الطلب يومياً، خصوصاً عقب ارتفاع أسعار الدواجن ولحوم الأغنام التي أثرت بطريق غير مباشر في الطلب على الأسماك، إذ إن هناك طلباً من الأفراد والمطاعم والفنادق بشكل كبير. ولفت إلى زيادة أسعار الأسماك ليس محلياً فقط بل هو على مستوى العالم، إضافة إلى عوامل أخرى، منها تراجع بعض الدول المجاورة عن التصدير إلى المملكة بسبب زيادة الطلب محلياً فيها، إضافة إلى أن هناك سواحل تعرضت لعملية تلوث أو ردم، ما تسبب في قلة الأسماك التي تعيش فيها. وأشار أبو أحمد إلى أن أسعار الأسماك تتذبذب من فترة إلى أخرى، فمثلاً سعر كيلو سمك الناجل المحلي وصل قبل فترة إلى 60 ريالاً، في حين وصل سعر سمك الشعور إلى 50 ريالاً، لافتاً إلى أن هناك أنواعاً أخرى لم ترتفع أسعارها، بسبب عدم الإقبال عليها إلا من بعض الجنسيات غير العربية، إذ لا يتجاوز سعر الكيلو لبعضها 20 ريالاً.