قتل القائد الميداني في تنظيم «القاعدة» في اليمن نادر الشدادي مع ثمانية عناصر آخرين في غارة شنتها طائرة أميركية من دون طيار واستهدفت مزرعة في منطقة جسر وادي بنا، شمال غربي مديرية جعار التابعة لمحافظة أبين (جنوب). وفي حين أكدت ل «الحياة» مصادر محلية متطابقة في أبين أن الطائرة الأميركية أطلقت ثلاثة صواريخ على منزل في المزرعة فقتلت الشدادي، وهو من أهم المطلوبين للسلطات اليمنية، ورفاقه الثمانية، قالت وزارة الدفاع اليمنية إن «العناصر التسعة قتلوا في هجوم نفذته وحدة عسكرية تابعة للواء 119 المرابط في المنطقة، بالتعاون مع مشاة اللجان الشعبية في منطقة الجبلين حيث تمت محاصرتهم، ومن ثم مداهمتهم في وكرهم، ما أدى إلى مصرع الإرهابي الخطير والقيادي في تنظيم القاعدة المطلوب لأجهزة الأمن نادر حيدر ناصر الشدادي وثمانية آخرين من أخطر العناصر الإرهابية المطلوبة». وذكرت المصادر المحلية أن قوات من الجيش وصلت برفقة عدد من مسلحي «اللجان الشعبية» إلى موقع القصف بعد وقوعه بوقت قصير، وأن سكان المنطقة عثروا على سبع جثث محترقة إحداها للشدادي، وجثتين ممزقتين أشلاء. وقالت إن من بين القتلى الآخرين مرسل محسن حسن وعدنان أحمد علي الشاعر وعوض همام وكمال علي أبكر، بالإضافة إلى أربع جثث لم يتم التعرف إلى هوياتها. وأشارت إلى أن مصادر في جماعة «أنصار الشريعة» التابعة ل «القاعدة» تحدثت أمس في جعار عن أن زعيم التنظيم في أبين جلال بالعيدي المرقشي، نجا من الهجوم، وأنه كان موجوداً في المنزل الذي استهدفته الغارة لكنه تمكن من الفرار مع ثلاثة من رفاقه قبل لحظات من القصف. من جهة ثانية، هزت عشرات الانفجارات العاصمة اليمنية صنعاء قبل ظهر أمس بسبب حريق وقع في مخزن للصواريخ والذخيرة تابع للفرقة الأولى المدرعة بقيادة اللواء ركن علي محسن الأحمر، وأدت إلى إصابة سكان العاصمة بالذعر بعدما بدأت القذائف تنهمر على أحياء متفرقة من العاصمة، مؤدية إلى أضرار في الممتلكات. وقالت مصادر وزارة الدفاع إن قتيلاً سقط في صفوف الفرقة، وإنها شكلت لجنة عسكرية برئاسة نائب رئيس هيئة الأركان للتحقيق في «الحادث العرضي» الناتج من حريق في أحد مخازن الذخيرة، في حين طالب أمين العاصمة عبد القادر هلال الرئيس عبد ربه منصور هادي بإصدار قرار بإخلاء العاصمة وضواحيها من معسكرات الجيش، وتحويل مواقعها الراهنة إلى منتزهات ومبان خدمية. على صعيد آخر، بث موقع «الملاحم» الالكتروني، الذراع الإعلامي ل «القاعدة» في اليمن، شريطاً مرئياً جديداً لنائب القنصل السعودي في عدن عبدالله الخالدي الذي يحتجزه التنظيم منذ آذار (مارس) الماضي، هو الثالث له خلال سبعة أشهر من اختطافه. وكان الخالدي يتحدث وهو مرتبك تحت ضغط عناصر «القاعدة»، مناشداً الحكومة السعودية بأن إطلاقه يتوقف على إطلاق السجينات من التنظيم. وأوضح مصدر مطلع ل «الحياة» أن مضمون الشريط الذي تحدث فيه الخالدي، لم يكن ارتجالياً وإنما كان يلقن بالمعلومات حتى يرسلها كمناشدة للحكومة السعودية، وذلك من خلال نبرة صوته التي تعرّف عليها المصدر.