رويترز - توقع محللون ماليون أن يواصل مؤشر سوق الأسهم السعودية مساره الصاعد فوق مستوى 6800 نقطة الأسبوع المقبل، مع اقتراب موسم النتائج من نهايته، وتعافي السوق بعد الأخذ في الحسبان النتائج الضعيفة لبعض الأسهم وعلى رأسها البتروكيماويات. ورأى المحللون أن أثر النتائج الفصلية سينعكس بقوة في السوق بعد إجازة عيد الأضحى التي تبدأ بنهاية تداول الأربعاء المقبل 24 تشرين الأول (أكتوبر) وتستمر أسبوعاً. وأنهى مؤشر سوق الأسهم السعودية تعاملات أول من أمس على ارتفاع للجلسة الثالثة على التوالي، وصعد نحو واحد في المئة متجاوزاً 6811 نقطة ليبتعد عن أدنى مستوياته في 11 أسبوعاً والتي سجلها يوم (الأحد) الماضي. وقال رئيس الأبحاث لدى شركة البلاد للاستثمار تركي فدعق: «شهدت السوق رد فعل إيجابي بعد إعلان سابك أرباحها الفصلية التي تجاوزت توقعات المحللين. ويوم (السبت) من المتوقع أن تعلن شركات الاتصالات عن نتائجها وهناك حال من التفاؤل... السوق مرشحة للإيجابية بشكل أكبر من السلبية». وأضاف فدعق: «قد يتأخر تأثير النتائج إلى ما بعد إجازة عيد الأضحى وموسم الحج، لكن السوق أصبحت مرشحة لتجاوز مستوى المقاومة الحالي الواقع عند 6930 نقطة». من جانبه، قال محلل أسواق الأسهم وليد العبد الهادي، إن السوق امتصت الأمور السلبية لا سيما في ما يتعلق بنتائج بعض الشركات، وانتهاء فترة حظر تعاملات التنفيذيين من شأنه أن يدعم عمليات الشراء مرة أخرى». وذكر العبد الهادي أن معظم النتائج جاءت مقبولة، وتفوقت «سابك» على جميع توقعات المحللين، ومن المتوقع أن تنشط السيولة بصورة أكبر في ما تبقى من هذا الشهر، وأن تغلق السوق خلال الأسبوع المقبل عند مستوى 6880 - 6890 نقطة، مشيراً إلى أن السوق هبطت لمستويات معقولة ومناسبة، وجعلت أسعار الكثير من الأسهم جذابة للمتعاملين. وكانت التعاملات خلال الشهر الماضي سلبية لمعظم المستثمرين السعوديين مع هبوط المؤشر نحو سبعة في المئة. وجاءت نتائج بعض الأسهم القيادية مخيبة للآمال، إذ سجل مصرف الراجحي أكبر مصرف في المملكة من حيث القيمة السوقية تراجعاً نسبته 3.5 في المئة في صافي أرباح الربع الثالث لتأتي النتائج دون توقعات المحللين، كما سجلت بنوك الرياض و«ساب» و«السعودي الفرنسي» نتائج أقل من متوسط توقعات المحللين. ونتيجة لتراجع أسعار البتروكيماويات والطلب العالمي سجلت شركات البتروكيماويات ذات الثقل نتائج ضعيفة فأعلنت «سابك» أكبر شركة بتروكيماويات في العالم من حيث القيمة السوقية تراجعاً نسبته 23 في المئة في صافي أرباح الربع الثالث. لكن على رغم الانخفاض فاقت نتائج الشركة متوسط توقعات تسعة محللين في استطلاع أجرته «رويترز». ويرى محللون أن النتائج الضعيفة لشركات البتروكيماويات تتعلق في الأساس بضعف الوضع الاقتصادي العالمي وتراجع الطلب، بينما يعزون النتائج المخيبة للآمال لبعض المصارف إلى تجنيب مخصصات كبيرة. وبلغت أرباح المصارف ال11 مجتمعة 6.76 بليون ريال في الربع الثالث، في مقابل 6.5 بليون قبل عام بارتفاع 4.1 في المئة. ويقارن ذلك مع نمو سنوي تجاوز عشرة في المئة في الربع الثاني. وقال مصدر بقطاع المصارف إن مؤسسة النقد شجعت المصارف على تجنيب مخصصات كبيرة كإجراء احترازي مع اقتراب نهاية العام. وأوضح رئيس الأبحاث لدى الرياض كابيتال عاصم بختيار، أنه باستبعاد المخصصات ستكون النتائج الفصلية للمصارف قوية، ومن المتوقع أن يكون الأداء أفضل في الربع الأخير من العام. وزاد: «المصارف تحاول تجنيب مخصصات كبيرة مع تزايد نمو عمليات الإقراض، وباستبعاد تلك المخصصات سنجد أرقاماًَ قوية. سيكون أداء الربع الأخير أفضل، وبخاصة أن أسهم المصارف وصلت لأدنى مستوياتها». من ناحيته، قال الرئيس التنفيذي مدير الصندوق في غلف مينا للاستثمارات هيثم عرابي، إن السوق شهدت مغالاة في البيع وأعتقد أنها بلغت أدنى درجات الهبوط، هذا وقت جيد لعودة المستثمرين إلى السوق. ولم يبد المحللون انزعاجاً في شأن تخارج المستثمرين من السوق قبل عطلة عيد الأضحى الطويلة، واستبعدوا حدوث تأثير كبير على المؤشر جراء ذلك. ويرى العبد الهادي أن من المرجح أن تشهد السوق تخارجاً بسيطاً للسيولة، لكن الأخبار الجيدة من الأسواق العالمية والتحركات الجيدة للسوق ستدعم أداء المؤشر. في ما يرى فدعق أن من المرجح أن تنخفض قيم التداول بشكل مبرر نتيجة الإجازة الطويلة، لكن تأثير ذلك على السوق لن يكون كبيراً.