أعربت الرياضوباريس أمس عن قلقهما العميق إزاء خطورة الوضع في سورية، وشددتا على ضرورة البحث عن «تسوية سياسية سلمية عاجلة للمسألة السورية، وأكدتا في الوقت ذاته على أن نظام الرئيس بشار الأسد فقد شرعيته»، كما طالبا بضرورة انتخاب رئيس للبنان للحفاظ على وحدته. ونددت السعودية وفرنسا في ختام زيارة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز إلى فرنسا بمحاولات الحوثيين في اليمن الضغط على الحكومة في صنعاء. وفي وقت دانا فيه العدوان الإسرائيلي على غزة، اتفق البلدان على مواصلة التعاون الأمني في مكافحة الإرهاب في المنطقة. وجاء في بيان مشترك أن البلدين اتفقا على تعزيز التعاون الدفاعي، مشيراً إلى أن السعودية ستحصل على دعم فرنسي لمشروع القوات البحرية السعودية من خلال تزويد فرنسا لها بزوارق سريعة والعمل على تزويد قدرات القوات الجوية السعودية بطائرات التزود بالوقود والنقل من طراز mrtt. ودعا البلدان إلى ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية تمثل أبناء الشعب العراقي كافة، مشددين على أن ذلك هو الطريق الوحيد لخروج العراق من أزمته ونهوضه نهضة دائمة، لافتان إلى أهمية صون وحدة العراق وسيادته ووحدة أراضيه، فيما طالبا إيران بالتعاون الكامل مع مجموعة «1+5» بشأن ملفها النووي. وقال الأمير سلمان بن عبدالعزيز في كلمة القاها في مقر منظمة الأمم المحتدة للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو) إن «السعودية ظلت متمسكة بمبادئها بوصفها مهبط الإسلام، تعلو وترتقي بشرف مكانتها فوق كل أشكال الصراعات التي تشوه الدين وتمزق المجتمع»، كما دعا إلى تفعيل قرارات منظمة يونيسكو في شأن حماية المسجد الأقصى الشريف من التخريب والاعتداء الإسرائيلي الذي يطاوله كل يوم. وأكد أن المملكة «لم تكن غائبة عن يونيسكو منذ نشأتها، إذ وقّعت على ميثاقها التأسيسي، واستمرت العلاقة معها حتى اليوم، إذ يولي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز اهتماماً كبيراً بتعزيز ثقافة الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وبادر الملك عبدالله بإنشاء مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، من منطلق المبادئ والقيم الإسلامية المتمثلة في التسامح والاعتدال والحوار ونبذ العنف». من جهة ثانية، أكد ولي العهد خلال استقباله أمس رئيس المجلس الفرنسي للدين الإسلامي عميد مسجد باريس دليل أبوبكر أن «السعودية بصفتها مهبط الوحي وخادمة للحرمين الشريفين، تقدم كل دعم ومساعدة للجمعيات الإسلامية في مختلف دول العالم، وهي تتشرف برعايتها واهتمامها بالحجاج والمعتمرين، وتقدم لهم كل التسهيلات». ونوّه الأمير سلمان بن عبدالعزيز بجهود المجلس، متمنياً لهم التوفيق في خدمة الدين الإسلامي والمسلمين في فرنسا. ونوّه رئيس المجلس الفرنسي عميد مسجد باريس الكبير دليل أبوبكر بجهود المملكة في خدمة الإسلام والمسلمين وعمارة الحرمين الشريفين، ودعوتها إلى التضامن الإسلامي ووسطية منهجها، وذكر أن عدد المسلمين في فرنسا يتجاوز 6 ملايين نسمة، ويزيد عدد المساجد والمراكز فيها على ألفي مسجد ومركز، ولفت إلى أن الحكومة الفرنسية أسهمت في تأسيس المجلس الفرنسي للدين الإسلامي في أيار (مايو) 2003، ليمثل المسلمين في فرنسا أمام الحكومة الفرنسية، ويحقق أهدافاً تعود بالنفع على المسلمين والمجتمع الفرنسي. وكان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع التقى في باريس أمس الطلبة السعوديين المبتعثين في فرنسا. وقال الأمير سلمان للطلبة: «سعيد أن أكون بينكم وأن أرى ما يسرني من المبتعثين الذين يؤدون خدمة لوطنهم، وإن خادم الحرمين الشريفين يهتم بكل أمور أبنائه في المملكة بمختلف المجالات، خاصة في مجال التعليم، لكن هذا لا يمنع أن يكون هناك بعثات للخارج لينهلوا مزيداً من العلم». وأضاف: «أقول وأكرر بلادكم قبلة المسلمين ومنطلق الإسلام والعروبة، والحمدلله نرى في أبناء بلادنا الخير والبركة، ونسأل الله عز وجل أن يجمعنا على طاعته، وأن يجمع شملنا».