طهران، واشنطن - أ ب، رويترز، أ ف ب - اكدت السلطات الإيرانية امس، اعتقال ثلاثة اميركيين قرب الحدود مع كردستان العراق، لدخولهم ايران «في صورة غير مشروعة»، كما اثارت شكوكاً حول صفتهم الحقيقية. وقال عراج حسن زاده نائب حاكم اقليم كردستان غرب ايران ان «الأشخاص الثلاثة الذين لم تُكشف هوياتهم بعد، اعتُقلوا قرب الحدود في ملاخ خور قرب مدينة ماريوان» التي تبعد نحو 630 كيلومتراً غرب طهران. وأضاف: «إنهم أميركيون بالتأكيد، واحتُجزوا منذ 4 أيام. لا نعلم ما إذا كانوا سياحاً. انهم يخضعون للاستجواب». وأكد ان «اي شخص يحاول الدخول في صورة غير مشروعة الى البلاد، عبر حدود كردستان، يُعتقل». وأوضح ان الأميركيين الثلاثة يحملون تأشيرات سورية وعراقية و «لم يقدموا بعد اعترافات». وأفادت قناة «خبر» الرسمية الإيرانية بأن «هيئة الإذاعة البريطانية اشارت الى انهم متسلقو جبال، فيما أفادت مواقع الكترونية بأنهم صحافيون. منذ الاحتلال الأميركي للعراق، عبر صحافيون اميركيون في العراق الى دول مجاورة في شكل غير شرعي». وكانت قناة ايرانية افادت الأسبوع الماضي بأنهم «عسكريون»، وهو ما نفته وزارة الدفاع الأميركية. وكان مسؤولون اكراد اعلنوا ان الأميركيين الثلاثة هم شاين بوير وسارة شورد وجوشوا فتال، موضحين ان زميلاً رابعاً لهم يدعى شون غابرييل بقي في الفندق في مدينة السليمانية في كردستان العراق، لأنه كان مريضاً. وقال مسؤول كردي ان الثلاثة كانوا يتسلقون الجبال بين كردستان العراق وإيران، متوجهين الى منتجع احمد عوا السياحي شرق السليمانية قرب الحدود الإيرانية، في 31 تموز (يوليو) الماضي، حين دخلوا الحدود الإيرانية خطأً، ما ادى الى اعتقالهم. وليست هناك علامات حدودية واضحة بين إيران والعراق في منطقة احمد عوا. ووصل الأربعة الأربعاء الماضي إلى مدينة السليمانية الكردية، آتين من اربيل. وأشار الموقع الإلكتروني لبوير الى انه صحافي يعمل بالقطعة ومصور، يتخذ من الشرق الأوسط مقراً له. وعمل في العراق وسورية وإقليم دارفور في السودان واليمن. وقالت سارة كلوز مديرة مؤسسة «باسيفيك نيوز سيرفيس» التي كلفت بوير تغطية الانتخابات في كردستان العراق التي أجريت في 25 تموز الماضي، انه «لم يبدِ أي اهتمام بالذهاب الى ايران. انه لا يتحدث اللغة الفارسية، شغفه هو اللغة العربية» التي يتقنها. اما سارة شورد فتقول انها مدرسة للغة الإنكليزية وكاتبة وناشطة مدافعة عن حقوق الإنسان على موقع «ماتادور» الإكتروني. وترك جوشوا فتال وهو باحث، عمله في منظمة «ابروفيشو» غير الحكومية المتخصصة بالبحث عن سبل عيش دائمة للشعوب، منذ ثمانية أشهر، بهدف السفر الى الشرق الأوسط. وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قالت الإثنين الماضي: «ندعو الحكومة الإيرانية الى مساعدتنا لتحديد مكان وجود الأميركيين الثلاثة المفقودين». وطالبت بعودتهم «في اسرع وقت ممكن. اننا قلقون بالطبع. نريد تسوية هذه المسألة في اسرع وقت ممكن». وأوضحت أن واشنطن طلبت من السفير السويسري الذي يمثل المصالح الأميركية في ايران، المساعدة في كشف مصيرهم.