يصلني في بريدي الالكتروني الكثير مما قاله بعض فلاسفة العصر الحديث (وفي رواية «مجانينه»)، فيها أمثال أو حكم، فيها من الصواب ما يجعلك تتفكر وتضحك بالوقت نفسه، لن اطيل عليكم، وسأسرد لكم بعض حكمهم مع تعليق خفيف بعد كل حكمة. يقولون: «اعتدت ان اتناول الكثير من طعامي من منتجات الطبيعة، حتى أدركت ان أغلب الناس يموتون لأسباب طبيعية»، هذا الحبيب خلط الحابل بالنابل! - «افضل وسيلة يمكنك من خلالها ان تجد شيئاً مفقوداً، هو ان تشتري بديلاً له»، صدق والله! تبحث وتبحث عن الشيء المفقود، ولمجرد ان ينزف جيبك بعض الريالات لشراء بديل له، تجده ينطنط أمامك حتى لو كان قلماً! - «لا تأخذ الحياة بجدية أبداً، فلا أحد يموت برفقتها على أية حال»، هذه حكمة ذات وجهين، وجه يدعو للفوضوية وعدم المبالاة، ووجه يدعو للايمان بالقدر، وكل يرى الأمثال بعين طبعه. - «يتم تبادل الحياة بمراسلة الجنس»، لا تعليق. - «الصحة هي وبكل بساطة مجرد أبطأ وسيلة تمكن الواحد ان يموت»، قمة التشاؤم! مع انني لم اتلق ما يفند كلامه! - «كلنا نستطيع ان نأخذ درساً من الأحوال الجوية السيئة، فهي بالرغم من سوئها، لا تبالي بانتقاد الآخرين!»، والدليل ان أحوالنا الجوية تتعامل معنا كما لو كنا ننتقدها! ونحن والله راضون! والحمد لله على أي حال، كثير من هذه المقولات قد تبدو نوعاً من الهذيان غير المفهوم، أو الكلام الفاضي غير المفيد، ليس لضعف المضمون، ولكن لعدم شهرة القائل، أو لأنها مجرد رسالة الكترونية لا قيمة لها، بينما هي نتاج حياة لشخص ما وصلت به الفلسفة لدرجة استطاع من خلالها ان يقول ما يدغدغ به مشاعر الملايين، لا سيما الذين لا تغرهم الأسماء بقدر ما يعنيهم المضمون، بقي ان أقول، إن الذي أرسل لي الرسالة الالكترونية المتضمنة لهذه الحكم، ذكر في آخرها: «هل أحسست بالندم لإعطائي عنوان بريدك الالكتروني؟!»، وأنا على الوزن نفسه أقول: هل أحسستم بالندم على قضاء الدقائق الخمس الماضية بقراءة مقالي هذا؟!... الله يستر!