حين تلتقي بأم لتوأم أو أكثر، لا تستطيع إلا أن تبتسم، وتقترب من هذين التوأم وكأن شيئاً غريباً يجذبك لالتقاط جوانب الاختلاف بينهما، إضافة إلى السؤال العام: كيف يمارسان حياتهما. وتجد بعض أمهات التوائم في الأمر صعوبة، مقارنة بمتعة التطفل والفضول لحياتهما. وتقول أم التوأم وئام ونهى: «تزوجتُ باكراً، لكنني لم أستطع تحقيق حلم الأمومة باكراً. وبعد 15 عاماً من الزواج، وهبني الله بتوأم». تمسح دموعها فرحاً وتقول: «لا أخفي سعادتي، فلقد أصبحت المُفضلة في حضور عزائم العائلة. والجميع يريد أن يحظى بفرصة اللعب مع وئام ونهى. لكن الأمر ليس بالهين، وخصوصاً حين يكون التوأم متشابهين، لحد صعوبة التفريق بينهما». وتكمل مبتسمة، «المعلمات في الروضة لا يستطعن التفريق بينهما، وإن غابت إحداهما لسبب ما، يتصلن ويسألنني، إحداهما غابت، من دون أن يستطعن التمييز عن أي منهما الغائبة. لكنني بعد مرور عام، استطعت التفريق حتماً». وعن صعوبة تربية توأم، قالت: «لا يمكنني الاعتماد على العاملة المنزلية في كل شيء، وخصوصاً حين تصاب كلتاهما بوعكة في الوقت ذاته. لكن الذي منحني إياهما سيساعدني على تخطي المراحل الصعبة في تربيتهما». وكان لتجربة «التوأم» وقع مختلف لدى أم فهد ومنصور، فهي أنجبتهما في عمر ال17، و«مع مرور الوقت شعرت بأنني طفلة، تلعب وتلهو مع مخلوقين جميلين بريئين». وعن صعوبة تربيتهما، قالت: «زوجي مدرس تربية فنية، ما جعلني أشعر بالراحة، نظراً لوجوده بالقرب منا في الأوقات المناسبة»، مضيفة «طفلاي بلغا من العمر اليوم ثماني سنوات. وأجد بينهما ووالدهما انسجاماً كبيراً في الميول والأفكار». وتحمد الله على نعمته، «فتربيتهما أصبحت أكثر سهولة مع مرور الأيام. لكن الصعوبة في الأمر تكمن في تلبية حاجاتهما في شكلٍ ثنائي. فما نحققه لأحدهما يجب أن يتوافر إلى الآخر في الوقت ذاته». وعن المواقف الصعبة التي صادفتها في تربيتهما، قالت: «تعلقهما ببعض، يجعلنا لا نستطيع التعامل مع شخصيتين منفصلتين في التفكير، حتى في المدرسة، فنتائجهما تأتي متطابقة مع بعض، ما جعل أحد مدرسيهما يشك في الأمر، ما أدى إلى وضع كل واحدٍ منهما في فصلٍ مختلف». بدورها، قالت طبيبة النساء والولادة الدكتورة نعيمة آل سعيد: «بحكم مهنتي كطبيبة نساء وولادة، ولدت عدداً كبيراً من النساء، الفارق بين ولادة طفل واحد، وولادة توأم، أن الأم في الحال الأخيرة تجعل من الموقف حدثاً باهراً»، لافتة إلى أن «إحدى النساء، وحتى إتمامها الشهر التاسع كانت على علم بأنها ستصبح أماً لطفلين، لكننا أثناء الولادة علمنا بوجود طفلٍ ثالث، وكانت مفاجأة سعيدة للأبوين ولأفراد الأسرة كاملة. والكل يريد أن يشاهد التوائم على أنهم حدث مميز». فيما ذكرت الاختصاصية الاجتماعية عبير عيسى، أن «التوأم يشكلان حدثاً استثنائياً لافتاً للجميع». وأضافت أن «أمهات التوائم يشعرن بضغط شديد في السنوات الأولى للتربية، وخصوصاً حين يكون الطفلان من ذوي فرط الحركة في صغرهما»، لافتة إلى أن الأم التي تلد طفلين أو أكثر، بحاجة إلى «مساعدة خصوصاً من الأب، لأن حتمية اهتمامها بتوأمها تستدعي بطريقة غير مقصودة تقليل اهتمامها في جوانب مهمة أخرى في حياة أسرتها، إذ تحتاج لأن تسترعي بكل عين طفلاً، أحدهما يمينها، والآخر شمالها، إن لم يكن العدد يربو على التوأم». وشاركتها الاختصاصية النفسية انتصار محيميد، مشيرة إلى أن واجب الأب «يفوق الانتصار لأبوته لأكثر من طفل في آن». وقالت: «حتمية الحياة الجديدة لأسرة لم تتوقع ضيوفاً جُدداً على العائلة، أن يوليهم اهتمام الضيوف المهمين، بالصبر في المعاملة، لكون الطفولة مرحلة بحاجة إلى صبر في التعامل معها، فما بال أكثر من طفل في لحظة واحدة».