رائعة بادرة شركة «هاتريك» الرياضية في الكويت الشقيقة، وهي تنفض غبار النسيان عن نجوم الخليج ورجالاته، الذين بنوا مجده الرياضي في مختلف الألعاب، وتدعوهم لحفلة تكريم لائقة، لا يسعنا معها إلا أن نقول شكراً «هاتريك» على هذا الوفاء، الذي أعاد البريق لنجوم الأمس، وقادة الفكر الرياضي، وعرف بما صنعوا، خصوصاً للجيل الجديد الذي يجهل كيف كانت الخليج «رياضياً»، وكيف أصبحت؟! فما تحقق لم يكن وليد صدفة أو حظ، أو بسبب وفرة مال فقط، ولكن جهد رجال أثمر حضارة رياضية استطاعت تلبية حاجة أبناء الخليج، ورعاية مواهبهم وتحقيق ما يبتغون من مجد. يكفي أن يعود أحد إلى أرشيف الماضي «الجميل»، ويتأمله ليدرك كم كانت التضحيات باهظة لهذا البناء الذي استوى واقفاً بعد طول سنين، فالتكريم بحد ذاته شرف لكل مكرم، ووسام على صدره، ومقابل شكرنا لما قامت به الشركة الراعية، نقول لها: «هاردلك... هاتريك»، فقد غاب عن ذاكرة المنظمين ولما يغب عن ذاكرة التاريخ عدد من النجوم البارزين، وهنا نتساءل: «ما هي الآلية التي بناءً عليها تمت دعوة هذا وترك ذاك؟ وما هي معايير التكريم؟ لم حضر معاصرون وغيب قدماء، تاريخهم أكثر وهجاً؟» ولن أحدد الأسماء التي أغفلت، لأني إن فعلتها سأتهم بالانتقائية، وأن هدفي نجوم سعوديون قدامى ومعاصرون، لكن المؤكد أن هناك الكثيرين من نجوم الخليج البارزين لم يشملهم التكريم من دون سبب واضح، وآخرون كرموا من دون مجدٍ ساطع لمجرد بطولات محدودة، ومع ذلك سموا ب«أساطير الخليج»، وحظوا بالتقدير والتكريم! ليس حسداً، فالمثل يقول: «من حصّل شيء يستاهله»، لكن نريد أن نكون على إطلاع وبينة بآلية العمل، حفظاً لحقوق اللاعبين كافة، ومن أية دولة كانت، وأخيراً ما المانع أن تتبنى شركات عدة في دول الخليج التكريم السنوي، لكل المبدعين في الخليج، وفي الألعاب الرياضية كافة، وأن يكون ذلك برعاية ودعم من قيادات وزارات الشباب والرياضة وهيئاتها في دول مجلس التعاون، وأن يعتبر ما حدث في الكويت مجرد ذكرى وفاء للماضي، أما القادم من التكريم فيكون للتجديد والابتكار والإبداع، ذلك أنه من فترة ليست بالقصيرة والخليج يعاني ركوداً في المنجزات وفقراً في الميداليات الأولمبية وشحاً في المواهب، على أن يكون ذلك عبر آلية واضحة مقترنة بحوافز مادية ومعنوية. فما أحوج الخليج لإعادة المد لشواطئه التي عانت الجزر في مختلف الألعاب، لتكون جوائز التميز دافعاً للشبان للغوص في لجة الخليج، والظفر بالدرر والجواهر. [email protected]