صغيرتي زهرة البراءة والجنّة «وجدان ناصر»... على روحك الرحمات والسلام... من البقعة التي خضبها دم طفولتك الطاهر، في وسط مدينتنا التي لم تندمل جراحها بعد من طعنات القتلة والإرهابيين، أكتب لك هذه الكلمات وأنا أتصفح ذكريات رحيلك عنها بأبشع أعمال الغدر التي ابتكرها توحش زبانية التطرف باسم الدين على مر التاريخ. أكتب لكِ وأنا أتصفح اسمك «الأيقونة» في الصحف، ووجوه الناس، وأرصفة الشوارع، وأصوات سيارات الأمن والإسعاف، ثم أختنق لأنني أعلم جيداً أن روحك البريئة مازالت مرفرفة تنتظر الثأر من مزهقيها وأعوانه الذين خرج من بيننا اليوم و«بغدرة غادر» من يدافع عنهم ويصفهم ب«المعتقلين»، بدلاً من «القتلة المجرمين الإرهابيين»، حتى وصل الأمر به إلى أن يطالب بإطلاق سراحهم ليقتلوا أخواتك وصديقاتك اللواتي يحتفظن بصورتك في أذهانهن، على رغم فراقك منذ سنوات. آمل ألا تحزني يا صغيرتي، فكل هذا الهراء وحملات التنظيف والمسكنة التي يسوقها أقارب ومعارف «قتلتك» في شبكات التواصل ومواقع «الإنترنت» على الحمقى والجهلة والصغار لن تنسينا حكايتك التي ستظل جرحاً نازفاً في ذاكرة مجتمع كامل، ودولة تجرعت مرارات الإرهاب وقدمت مئات المخلصين من أبنائها شهداء للقضاء على «كلاب النار» الذين كانوا حتى وقت قريب يجوبون الشوارع وينحرون الأبرياء والمستأمنين بدماء باردة. عزيزتي... قد يبعث ألمك وجراحك وأنت بعيدة عنا مشهد القتلة وهم يضحكون من خلف القضبان فرحاً بعمليات التضليل والكذب التي يمارسها بعض أقاربهم من خلال التجمع لدقائق في بعض الشوارع والأسواق لتصوير أنفسهم، ثم الهرب إلى غرفهم المظلمة لممارسة «اللطميات» عبر فضاء «الإنترنت»، معتقدين بذلك أن السعوديين سيتنازلون عن دمك الطاهر ودماء مئات الشهداء الأبرياء، ويتعاطفون مع قتلتهم بسذاجة متناهية... ولذلك أقول لك بكل راحة ضمير: لا تحزني ولا تتألمي، فالسعوديون الشرفاء، وهم الغالبية الساحقة كما عرفتيهم، لن تنطلي عليهم مثل هذه الحيل البدائية التي تعجز عن حتى ملامسة صورتك في دواخلهم. اطمئني يا صغيرتي... فبالأمس القريب أصدر وطنك، الذي يحتضن رفاتك الطاهر، بياناً يفضح ألاعيب المدلسين وحملاتهم، ويؤكد أن القضاء سينصفك مهما كذب الكاذبون وضلل المضللون. كل ما عليك فعله الآن يا صغيرتي هو أن ترقدي بسلام وتتأكدي من أن براءتك أقوى من توحش وإجرام قاتلك... وأن دمك الزكي أعلى صوتاً من جميع الأبواق المستأجرة التي تعبت وهي تحاول بكل ما أوتيت من خداع وكذب تغطيته بضجيجها البشع. ستظلين يا «وجدان» عصية على النسيان في وطن أنت «أيقونة» الطفولة التي يحتضنها في أحشائه إلى يوم يبعثون. محبك المخلص: مواطن سعودي [email protected] @Hani_Dh