لو افترضنا أن صالة الألعاب المختلفة في نادي الاتحاد تتسع ل500 متفرج، مع أنني أشكّ في هذا الرقم، فهذا ليس مبرراً أبداً لإقامة نهائي بطولة الأندية الخليجية لكرة الطاولة بين الأهلي والاتحاد داخل هذه الصالة. إذا كانت اللجنة المنظمة لا تعرف ما معنى لقاءً يجمع بين الناديين، ولا تعرف بأن العلاقة بينهما تمرّ هذه الفترة بأزمة، فما دور الاتحاد السعودي للعبة، ولماذا وقف موقف المتفرج حيال هذا الأمر؟ ولا شكّ بأن اللوم يقع على -اتحادنا المحلي -، إذ إن من مسؤوليته إقامة هذه المباراة في مكان آمن صالة الألعاب الرياضية ، خصوصاً أنه يعلم بأن لقاءات الناديين تحظى بحضور جماهيري كبير لمشجعي الناديين. لكن ما حدث تتحمله اللجنة المنظمة، والاتحاد السعودي للعبة، إلاّ إذا كان اتحادنا الموقر، أراد أن يسخّن الأجواء بين الناديين، وبعد ذلك يخرج من المشهد، ليكون بين المتفرجين يشاهد ويتابع ما يجري، وما خلفه ذلك النهائي! واللافت أننا كل ما ارتكبنا أخطاءً، أو سمعنا بمشكلة، عدنا لنكرر الخطأ، وكأننا لا نتعلم من الأخطاء، أو أننا نتلذذ بارتفاع درجة الغليان، وهذه الحادثة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة! كم من الأخطاء التي وقعنا فيها، وكم هي القضايا التي ضاقت بها الملفات، ولم نستطع أن نقضي على مشكلة واحدة، أو نضع حلاً لملفات وقضايا عالقة، حتى بدأت قضايانا على مستوى كرة القدم ولجانها وأنديتها، لا تخرج قراراتها إلاّ وهي محملة بالأخطاء الكبيرة! واليوم يأتي اتحاد آخر - هو اتحاد التنس-، ليشعل النار من جديد بين ناديين يعيشان حالة توتر منذ أن صدر قرار تأجيل لقائهما في دوري «زين»، لتأتي قضية تقسيم المدرجات لتسهم في شحن الأجواء وارتفاع وتيرة الخلاف بين الناديين وجماهيرهما. لم يعد أمامنا ونحن نشهد هذه الأحداث التي تطورت لتصل إلى الاعتداء على جمهور الأهلي وحجزهم في صالة نادي الاتحاد، إلاّ أن نخاطب الرئيس العام الأمير نواف بن فيصل ليتدخل، ويمنع المزيد من الاحتقان بين الناديين، وفق الطريقة والأسلوب الذي يراه نافعاً. وعلى وزارة الثقافة والإعلام أن تقوم بدورها تجاه ما تتناوله الصحافة الرياضية، والبرامج الرياضية، وما تثيره من شائعات، قد تخلق كارثة مالم نعالجها ونبترها فوراً! ولن يكون ذلك إلاّ بإصدار قرارات حاسمة وحازمة تحمّل هذه الصحف ورؤساء تحريرها، والبرامج الرياضية ومعديها ومقدميها، مسؤولية الالتزام بالأسلوب المهني، والبعد عن التأجيج والتجريح، ومحاولة قلب الحقائق! وإذا كنا اليوم أمام مشهد تم فيه ضرب جمهور النادي الأهلي واحتجازه، فما تلك الأحداث إلاّ نسخة مصغرة مما قد يحدث في الملعب الكبير -ملعب كرة القدم- لا قدر الله، إن استمر الوضع على هذه الحال من دون تدخل من جهات عليا لتضع حداً لهذا الانفلات والشغب الرياضي! [email protected]