المناظر الخلابة فيها أهلتها لتكون من بين أجمل الأماكن السياحية في العالم، فهذا البلد يجمع بين الجبال الشامخة، والشواطئ الرملية بسواحلها ومياهها الصافية، والأنهار، والبحيرات، والغابات التي تحوي أكثر من 4 آلاف نوع من الأشجار، وغيرها من المناظر الطبيعية والحديثة التي توزعت على 80 جزيرة. فرموزا أو البلاد الجميلة كما سماها البرتغاليون أو جزيرة الجبال الشاهقة، نجحت في السنوات الأخيرة في استقطاب السياح السعوديين بأعداد كبيرة، مع التركيز على تقديم الخدمات السياحية المناسبة للمسلمين سواء الأماكن السياحية أم المطاعم، التي تقدم الوجبات باللحم المذبوح وفق الطريقة الإسلامية، فالعديد من المطاعم الآسيوية تقدم لزبائنها الطعام التايواني لأنه الأكثر قبولاً للذائقة العامة، كما أنها تعطي الزائر جواً من الخصوصية والألفة لطبيعة سكانها وضيافتهم. ويفضل السعوديون زيارة عدد من المدن والمواقع السياحية في تايوان، وعادة ما تكون البداية في تايبيه أكبر المدن وأكثرها حركة ونشاطاً، فهي تجمع بين حضارة قديمة تظهر في المعابد والفن المعماري القديم والمتاحف، وناطحات سحاب ومجمعات تجارية وخدمات سياحية وثقافية تعمل طوال 24 ساعة. وصرّح القنصل التجاري في مكتب التمثيل الاقتصادي والثقافي لتايوان في الرياض وي كونغ لاي ل «الحياة» بأن العمل يجري لتسهيل وصول ركاب دول مجلس التعاون الخليجي إلى تايوان عن طريق رحلات مباشرة بين شركات الخطوط الجوية الخليجية وتايبيه، وكشف عن وجود خطط لتكون واحدة من أهم وجهات السفر للمواطن العربي عموماً والسعودي خصوصاً. وأكد أن تايوان بلد الطبيعة والثقافة، وفيها العديد من الأماكن التي تستحق الزيارة، وتنافس من حيث عدد المواقع السياحية والخدمات المتوافرة فيها، وانخفاض الأسعار بشكل كبير مقارنة بمواقع الجذب السياحي التي تستهوي المسافر السعودي. وأضاف المسؤول التايواني أن بلاده تعتبر من أهم محطات التسوق في العالم لكن بأسعار مغرية جداً، وقال: «من يجرب تايوان سيجد أنها دولة تحتوي كل متطلبات السياحة بمستوى الخدمات التي تنافس دبي وهونغ كونغ وسنغافورة ولندن وباريس. إضافة إلى توافر المطاعم التايوانية التي تقدم المنتجات الحلال، وضيافة الشعب التايواني تعطي إضافة كبيرة لكل من يزور هذا البلد»، مشيراً إلى جهود تبذل لبناء آليات مع شركات سياحة سعودية وتايوانية لعمل جولات في تايوان، التي تحوي مجموعة من أجمل الأماكن السياحية في العالم بوجود الأنهار، الشلالات، والينابيع الحارة التي تستخدم للعلاج الطبيعي، القمم الجبلية، الغابات، المحميات الطبيعية والحدائق التي توجد بها مجموعات من النباتات والأزهار والحيوانات والطيور النادرة. وتفضل العائلات السعودية زيارة الأسواق التي تعرض الملابس والجديد في مجال الموضة بأسعار مقبولة، والمجمعات التجارية الواقعة في المنطقة الشرقية من تايبيه، وزيارة إحدى أطول ناطحات السحاب في العالم التي يصل ارتفاعها إلى 508 أمتار، وهي تقع في المنطقة نفسها، إضافة إلى زيارة شارع «دي هوا» الذي يعتبر من أهم الأسواق الشعبية والتقليدية لبيع المنتجات التقليدية والمأكولات والمشروبات المتنوعة، أو زيارة سوق الأزهار الأكبر في آسيا، لاحتوائها على عشرات الملايين من الحيوانات والنباتات الطبيعية. وتقول السائحة علا ناصر التي زارت تايوان أخيراً، «وجدناها من أفضل الوجهات السياحية لقضاء الإجازة، لاعتدال مناخها وتميزها بتنوع المناطق السياحية فيها، كما أن شواطئها من أجمل الشواطئ في العالم، وكل منطقة فيها تحوي طبيعة مختلفة عن الأخرى، ومن بينها بحيرة الشمس والقمر ومعبد تشانغ تشونغ»، وتضيف أنها تناولت أطعمة وفواكه لم ترها أو تسمع بها من قبل، فالمنتجات الطبيعية والأطعمة اللذيذة متوافرة في كل مكان، ومن بينها منتجات الأسماك المتنوعة التي سهلت عليها وعلى زوجها مهمة البحث عن الطعام الحلال. وتؤكد أن قضاءها الأيام الأولى من زواجها هناك كان تجربة لا تنسى، ما دفعها لتكرار الزيارة مرة أخرى، فالجزر السياحية جميلة جداً، والينابيع الحارة توفّر الكثير من الراحة، كونها محاطة بمناظر طبيعية لا توصف. أما أكثر ما أعجب السائحة مها عامر فهي منطقة بيتو بمنتجعاتها السياحية وينابيعها الساخنة التي تستخدم لجلسات العلاج الطبيعي والتدليك، تقول عن سبب زيارتها إلى تايوان: «السبب الرئيس لزيارتي هو العلاج، كما أن الغابات والمساحات الخضراء فيها كثيرة وذات طابع مختلف عن الدول الأوروبية، مثل حديقة تاي لوكا بأنفاقها التي تمر بين الجبال وتجمع بين الطبيعة الخضراء، والأحجار الصخرية، والشلالات والوديان الرائعة التي تجتمع معاً في منظر يستحق المشاهدة». بينما يفضل خالد نصر زيارة أسواق الإلكترونيات التي يصفها بالمذهلة، لاحتوائها على كل جديد في مجال التكنولوجيا بأسعار مقبولة جداً، مثل أجهزة الكومبيوتر، الجوالات، الكاميرات وكل ما له علاقة بالتقنية، أو زيارة منطقة «الساحل الشرقي» للتمتع بمشاهدة الدلافين والحيتان الموجودة بكثرة هناك، أو الاستمتاع بالرياضات المائية والاستلقاء على الشاطئ، ويختم بقوله إن زيارة واحدة إلى تايوان لا تكفي، فمظاهر الاحتفال في كل مكان، والطبيعة المتنوعة تحتاج إلى أكثر من زيارة.