علمت «الحياة» من مصادر ديبلوماسية أوروبية أن الممثلة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون ستزور لبنان في 23 الجاري وعلى جدول أعمالها بند أساسي يتعلق بتفقد أوضاع النازحين السوريين الى لبنان والجهود التي تقوم بها الحكومة بالتعاون مع الجهات العربية والدولية المانحة للاهتمام بأوضاعهم المعيشية والصحية والتربوية مع اقتراب حلول فصل الشتاء. ويفترض أن تقوم آشتون، برفقة وزير الشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور، بجولة تفقدية على أماكن وجود النازحين السوريين في البقاع والشمال، خصوصاً أن عددهم اقترب من مئة ألف نازح وهو قابل للارتفاع مع حلول فصل الشتاء. وستلتقي آشتون أركان الدولة، وستبحث مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في دعوة الهيئات العربية والدولية المانحة الى عقد اجتماع عاجل في بيروت لتوفير الدعم المالي لإيواء النازحين في ضوء إقرار مجلس الوزراء في جلسة قريبة الخطة التي أعدها أبو فاعور بالتنسيق مع الوزارات المختصة لتوزيع المهمات المطلوبة منها، والتي يفترض أن توضع في اجتماع يعقد اليوم برئاسة ميقاتي في صيغتها النهائية. وفي السياق، قال ميقاتي في كلمة لبنان مساء اول من امس في جلسة العمل المغلقة للقمة الفرنكوفونية التي عقدت في جمهورية الكونغو الديموقراطية انه «عندما يتطرق أي مسؤول لبناني للسلام والاستقرار فهو يعي تماماً أهمية هذه المصطلحات بخاصة في العالم العربي الذي يشهد تغييرات جذرية». وأضاف أنه «في ما يتعلق بالأزمة السورية، تبنت الحكومة سياسة النأي بالنفس، الا أننا لم نتوان عن تنظيم حملة انسانية لاغاثة النازحين، لكننا نطالب المجتمع الفرنكوفوني بمساعدتنا في هذه المهمة الانسانية». وطالب قمة الفرنكوفونية ب «اطلاق نداء لتعزيز مفهوم احترام الرموز والقيم الروحية»، مؤكداً أن «على لبنان ان يشكل مثالاً لمستقبل حضارات العالم أجمع، ليس بالتعايش فقط بل للتسامح أيضاً». ورأى أن «مجتمعاتنا لن تحقق أي تقدم من دون تغيير جذري في الهيكلية الاقتصادية والاجتماعية، أي من دون تنمية متكاملة تراعي النمو الاقتصادي والتطور الانساني». وكان ميقاتي الذي عاد الى بيروت امس، التقى قبل مغادرته كينشاسا رئيس جمهورية الكونغو الديموقراطية جوزيف كابيلا وبحث معه في العلاقات الثنائية بين البلدين وفي أوضاع الجالية اللبنانية، كما عقد اجتماعاً مع رئيس الوزراء ماتاتا بونيو مابون تركز على أوضاع اللبنانيين في الكونغو. والتقى ايضاً رئيس جمهورية الكونغو برازافيل دنيس ساسنغيسو ورئيس وزراء كندا ستيفن هاربر.