شكل موضوع السوريين النازحين إلى لبنان والتعاون القائم بين الحكومة اللبنانية والمنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة، إضافة إلى الوضع في جنوب لبنان والتعاون الوثيق بين الجيش اللبناني والقوات الدولية، محور نشاط رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في السراي الحكومية أمس. وقال المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي بعد زيارته ميقاتي إن اللقاء تناول «الشراكة الوثيقة بين الأممالمتحدة والحكومة اللبنانية، وموضوع الأمن، وأطلعني الرئيس ميقاتي على خطة الحكومة الجديدة لدعم الجيش اللبناني ونرحب بها». وأشار إلى أن التقرير المقبل للأمين العام للأمم المتحدة عن القرار 1701 سيصدر نهاية الجاري، «ورحبنا بالهدوء المستمر على الخط الأزرق والذي يجب أن يستمر لمصلحة الجميع». وأشار بلامبلي إلى أنه بحث وميقاتي «التعاون بين الحكومة والأممالمتحدة والمنظمات غير الحكومية في دعم حاجات السوريين النازحين إلى لبنان وتلبيتها، وهناك تنسيق وثيق بيننا لكن مع ازدياد عدد النازحين وحلول موسم الشتاء فالحاجات ستزداد. والحكومة اللبنانية تعمل على مراجعة خططها وترتيباتها ونحن نرحب بذلك. من ناحيتنا، الأممالمتحدة أطلقت نداءً جديداً لتقديم المزيد من المساعدات للجهات المانحة لمساعدة النازحين». وأبدى قلقه في شأن «العنف المستمر في سورية»، مؤكداً أن «لبنان يحترم كل التزاماته الإنسانية تجاه النازحين السوريين، ونقدر ذلك، والأممالمتحدة كانت واضحة في إدانتها الخروق المتكررة على الحدود اللبنانية»، ومعلناً دعم جهود رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء والقادة اللبنانيين لإبعاد لبنان عن تأثيرات الأزمة السورية. وأكد أن «من المهم جداً أن تجرى الانتخابات النيابية في موعدها، فلبنان دولة ديموقراطية عريقة، ونحن حالياً في زمن انتشار الديموقراطية في العالم العربي، لذلك فمن المهم أن يكون لبنان مثالاً على لذلك، وأنا متأكد من أن الانتخابات ستجرى في موعدها». وترأس ميقاتي اجتماعاً للبحث في موضوع النازحين السوريين شارك فيه وزراء الصحة علي حسن خليل، الداخلية مروان شربل، الشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور، الدفاع فايز غصن، التربية حسان دياب والأمين العام للهيئة العليا للإغاثة العميد إبراهيم بشير. خلية آزمة وأعلن أبو فاعور أن «اللجنة ستكون خلية أزمة وسيكون دور أساسي لوزارات الصحة والشؤون الاجتماعية والتربية والهيئة العليا للإغاثة، إضافة إلى الدفاع والداخلية في القضايا المتعلقة بالإجراءات التي يحتاجها بعض النازحين السوريين الذين يأتون بشكل غير شرعي». وأشار إلى أن «كل وزارة ستتولى أعمال الإغاثة والإيواء ضمن اقتراح مكتوب من قبل الحكومة اللبنانية إلى الهيئات والجهات المانحة والدول الراغبة في مساعدة لبنان». وبحث ميقاتي مع السفير السعودي علي عواض عسيري التطورات في المنطقة. في السياق، نفذ طلاب لبنانيون كانوا يتلقون دروسهم في سورية تحركاً مقابل مبنى الجامعة اللبنانية في الحدث احتجاجاً على عدم قبولهم في الكليات اللبنانية، وبخاصة في كلية الطب. وشرح الطلاب معاناتهم، وقال احدهم: «كلما اتصلنا بالجامعة يقولون إن العميد مسافر. ولا احد من الموظفين يبدي تجاوباً مع قضيتنا، ويقولون إن لا قرار رسمياً وصلهم لاستقبالنا، ويعاملوننا كأننا طلاب من الدرجة الثانية». وسخرت احدى الطالبات من عدم التجاوب الرسمي، وقالت: «هل يقبل المسؤولون أن يرسلوا اولادهم الى سورية في ظل الاوضاع الامنية الخطيرة فيها؟ اذا كانوا يفعلون، فلنذهب وإياهم لنستكمل دروسنا في سورية». ورفع الطلاب لافتات كتب عليها: «بعد ثلاثة اشهر من الانتظار، لا شيء إلا المماطلة»، و «مستقبلنا يضيع على أعتاب الكليات».