عندما وصلتني رسالته قرأتها كأم وكإنسانة، وتوحدت مع صاحب المشكلة، وشعرت بكل أحاسيسه وهو يرى أطفاله يتامى وأمهم على قيد الحياة تفصل بينهم أراض وجبال وأوراق ثبوتية وبصمة مخالفة ترفض أن تسمع أنات ولوعة أم وأب فرّقتهما الأيام والظروف السياسية التي ابتلي بها إخواننا الأحباء في سورية الشقيقة. أنا جنسيتي فلسطيني أحمل وثيقة سفر سورية، ولدت وكبرت وعشت كل حياتي في المملكة التي أعتبرها وطني، على رغم عدم حملي لجنسيتها. وزوجتي سورية الجنسية، وهي الآن لاجئة في الأردن، ليس لديها أحد هناك، وهي الآن في حال صحية ونفسية سيئة وبُعدها عن أولادها الذين هم معي، إذ إنها لم ترهم منذ أكثر من 6 أشهر، وأنا لا أستطيع فعل شيء، فحالي النفسية والصحية في تدهور بسبب القلق وقلة النوم والعناية بأطفالي الذين لا يستطيعون الحصول على حنان أمهم. فهي لا تستطيع الدخول بسبب أن عليها مخالفة تخلف عمرة منذ سنتين وعليها بصمة، وأنا في المقابل أعمل في المملكة. تقدمت قبل ذهابي لإخراجهم من سورية بطلب استقدام لها ولأولادي الثلاثة، وحصلت على الموافقة، وقمت بالسفر إلى الأردن من أجل إنهاء الإجراءات الخاصة بالسفارة السعودية في عمان، واستطعت بتوفيق من الله إخراج زوجتي وأولادي من سورية (مدينة حماة) بشق الأنفس، وبعد أن جازفت بنفسي ودفعت كل ما أملك لأتمكّن من إخراجهم من هناك إلى الأراضي الأردنية، وعندما وصلت إلى الحدود السعودية (حالة عمار)، تمت الموافقة على إدخال أولادي الثلاثة معي، ولم تتم الموافقة على دخول زوجتي، وذلك بسبب تخلفها بالعمرة سابقاً (نظام البصمة) الذي كان سببه حين ذاك ظروف خاصة، واضطررت لجعل زوجتي تعود وحدها إلى الأراضي الأردنية، ولم أستطع العودة معها بحكم أنني فلسطيني الجنسية، ولا يسمح لي بدخول الأردن إلا عبور فقط، وينطبق هذا الشيء أيضاً على أولادي الصغار، إذ لم يسمح لهم بمرافقة والدتهم إلى الأراضي الأردنية بسبب الجنسية. فالنظام في الأردن لا يسمح للفلسطينيين من حملة الوثائق بالمكوث فيه إلا بدفع تأمين وقدره 5000 دينار (27000 ريال) عن كل فلسطيني يحمل وثيقة. وأنا لي 3 أطفال ولا أستطيع دفع مبلغ 81000 ريال كتأمين لهم، فضلاً عن أن راتبي 4000 ريال. تقدمت بطلب استرحام إلى أمير منطقة تبوك، لأنه الحاكم الإقليمي للمنطقة الحدودية، وصدر من سموه شرح على الطلب بإنهاء وضعها، ليتسنى لها دخول المملكة، نظراً لحال السوريين، هذا ما أبلغني به موظف الإمارة، وأملني خيراً فيها. رقم المعاملة الأخيرة التي حولت من جوازات منطقة تبوك إلى المديرية العامة للجوازات بالرياض 4258 بتاريخ 26/8/1433 وعادت إلى جوازات تبوك برقم 67541 وتاريخ 15/9/1433 وعليها شرح: «تعامل بحسب النظام». أخبرته قبل أن أستأذنه بنشر رسالته، أن مسؤولي دولتنا الكرام لن يرضيهم أن تحرم أم من أطفالها من أجل مخالفة تأخير، خصوصاً في ظل الظروف المؤلمة في سورية، وسنتلقى اتصالاً يبشرنا بالسماح لزوجتك بالدخول معززة ومكرمة لأنك في مملكة الإنسانية. [email protected] @s_almashhady