نفت دمشق أمس أن تكون الطائرة المدنية السورية التي «أجبرتها» السلطات التركية على الهبوط في مطار أنقرة تحمل «أي نوع من أنواع الأسلحة أو أية بضائع محرمة»، واعتبرت تصرف أنقرة مؤشراً إضافياً إلى «السياسة العدائية» لحكومة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان. كما أشارت إلى أن الحديث عن قيام سلاح الجو السوري باعتراض طائرة تجارية تركية أقلعت من بيروت خلال مرورها بالأجواء السورية «عار من الصحة وليس له أي أساس». ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن الناطق باسم الوزارة جهاد مقدسي قوله إن الطائرة المدنية السورية أقلعت من مطار موسكو يوم أول من أمس الساعة 14:26 وعلى متنها عدد من الركاب السوريين والروس وإنه «بعد دخول الطائرة الأجواء التركية وبتمام الساعة 17:20 خاطبت السلطات التركية الطيار وطلبت منه تعديل إحداثيات طيرانه ومنحته إحداثيات غير منطقية تختلف عن مسار رحلته المعدة مسبقاً ولاحظ الطيار فوراً ومن دون سابق إنذار مرافقة طائرات عسكرية له وأجبرته على الهبوط بمطار أنقرة. بعد هبوط الطائرة لم يقترب احد منها حتى مرور ساعتين ثم تم الطلب من الركاب التوجه لقاعة انتظار وخضعت الطائرة لتفتيش من السلطات الأمنية التركية وتمت إساءة معاملة طاقم الطائرة بالإضافة لاحتجاز الركاب ساعات طويلة، ثم تم التحفظ على بعض محتويات الطائرة بغرض الفحص والتدقيق. وغادرت الطائرة ووصلت إلى مطار دمشق» فجر امس. وأوضح مقدسي أن «كامل محتويات الطائرة المدنية السورية مدرجة أصولاً على بوليصة الشحن النظامية ومدرجة بكامل تفاصيلها على بيان حمولة الطائرة، ولم تحمل الطائرة أي نوع من أنواع الأسلحة أو أية بضائع محرمة وهذا يتوافق مع السمعة الدولية النظيفة والمعترف بها دولياً لمؤسسة الطيران العربية السورية». وطالبت الخارجية السورية السلطات التركية بإعادة «بقية محتويات الطائرة كاملة وبصورة سليمة». وأشار الناطق باسم الخارجية السورية إلى انه «فيما قد تكون هناك نصوص عامة لقوانين واتفاقيات دولية تتيح للدولة تفتيش الطائرات العابرة لأجواء تلك الدولة، إلا إن المشكلة تكمن في الخرق الفاضح للحكومة التركية لهذه القوانين والمعاهدات عبر إجبار الطائرة عسكرياً على الهبوط رغم عدم رفض الطيار تعديل مسار الرحلة مما عرض سلامة الطائرة والركاب للتهديد عبر هذا الظهور المفاجئ للطائرات العسكرية دون أي مبرر أو سابق إنذار بالإضافة لاحتجاز الركاب المدنيين ساعات طويلة بشكل غير إنساني وإساءة معاملة طاقم الطائرة»، معتبراً التصرف التركي «المعادي والمستهجن هو مؤشر إضافي إلى السياسة العدائية التي تنتهجها حكومة أردوغان إذا ما أخذنا في الاعتبار ما تقوم به من تدريب وإيواء وتسهيل تسلل وقصف مدفعي للأراضي السورية. وفيما نوصف هذا السلوك العدائي المدان للحكومة التركية إلا أن هذا لن يثنينا عن التمسك بعلاقات الصداقة التي تربط بين الشعبين السوري والتركي والتي هي أكبر وأهم من أية حكومة».