قال رئيس أركان الجيش التركي نجدت اوزل إن بلاده سترد بقوة أشد اذا استمر القصف عبر الحدود مع سورية مع احتدام الاشتباكات بين الجيش السوري ومقاتلي المعارضة على الحدود. وقال شاهد من «رويترز» إن عدة قذائف مورتر سقطت خارج بلدة عزمارين الحدودية في ساعة مبكرة من صباح أمس كما أمكن سماع دوي اطلاق رصاص كثيف من على الجانب التركي. وتتصاعد اعمدة الدخان وتدوي صيحات «الله أكبر» وسط اطلاق النار. وعززت القوات المسلحة التركية وجودها على طول الحدود التي تمتد لمسافة 900 كيلومتر وترد بالمثل على إطلاق النار والقصف عبر الحدود من شمال سورية حيث تقاتل قوات الرئيس السوري بشار الأسد المعارضة التي تسيطر على مساحات من الاراضي. وقال الجنرال اوزل خلال جولة على قرية اكجاكالي (جنوب شرق) حيث قتل خمسة مدنيين مطلع تشرين الاول (اكتوبر) بقصف سوري ردت عليه المدفعية التركية «رددنا (على اطلاق النار السوري). اذا استمروا فسنرد بشكل اقوى». وأكد الجنرال اوزل الذي كان يتفقد مع قادة آخرين في الجيش قوات منتشرة على الحدود مع سورية ان الردود التركية سببت «خسائر مهمة» في سورية من دون ان يضيف اي تفاصيل، كما ذكرت القناة الاخبارية «ان تي في». ولم يتضح ما إذا كانت القذائف التي سقطت على الجانب التركي كانت تستهدف تركيا أم أنها كانت مجرد قذائف تتجاوز أهدافها مع مهاجمة القوات الحكومية لقوات المعارضة. ويعبر عشرات المدنيين من بينهم عدد كبير من النساء يحملن اطفالاً يصرخون متشبثين باعنقاهن نهراً ضيقاً على الحدود مع تركيا فراراً من القتال في عزمارين والقرى المحيطة. وساعد سكان قرية حاجي باشا التركية التي تقع وسط بساتين الزيتون على نقلهم في قوارب معدنية صغيرة. وقالت امراة في الخامسة والخمسين من العمر فرت من عزمارين «بدأ اطلاق النار يشتد الليلة الماضية. قتل البعض والبعض يرقد مصاباً على الطريق». وتابعت وهي جالسة خارج منزل في حاجي باشا وسط عدد من البالغين ونحو 20 طفلاً «يريد الناس الفرار ولكن لا يستطيعون. استقر كثيرون في حقل خارج البلدة ويحاولون القدوم إلى هنا». وأقام اطباء ومتطوعون نقاطاً موقتة للاسعافات الاولية على جانبي الحدود. وتنتظر عدة سيارات اسعاف وحافلات صغيرة وسيارات تركية لنقل المصابين بجراح اكثر خطورة إلى انطاكيا أو مستشفيات كبيرة. وقال رجل حمل على نقالة وقميصه ملطخ بالدماء «لا تأخذوني للجانب الآخر اعيدوني... اريد العودة كي اقاتل». وقتل نحو ثلاثين الفاً في المعارك المحتدمة للسيطرة على مدن كبرى مثل حلب وحمص ودمشق.