يحق للأندية الاسبانية تسجيل 30 لاعباً في كشوفاتها في كل موسم، وربما أن قطبي اسبانيا ريال مدريد وبرشلونة لم يعودا في حاجة ماسة لغالبية لاعبيهم، أو بالأصح يظهر أن «الملكي» و«البرشا» قد يكتفيان بأية أسماء كانت في ظل وجود نجمين يملكان كل الإمكانات في كرة القدم مثل كريستيانو رونالدو، وليونيل ميسي. «كلاسيكو» اسبانيا قدّم نجوماً تاريخيين لن تنساهم ذاكرة كرة القدم إلى الأبد، أمثال دييغو مارادونا في برشلونة، وزين الدين زيدان في ريال مدريد، إضافة إلى البرازيلي رونالدو والبرتغالي لويس فيغو اللذين ارتديا قميص الفريقين، ونجوم كثر كرونالدينيو، وريفالدو، وراؤول، وبيكهام، الأمر الذي عزز من قوة وجمالية وأناقة «الكلاسيكو»، إلا أن الأخير قد يكون زاد جمالاً بعد ان ارتبط ب«الدون» رونالدو، و«الساحر» ميسي، إذ أصبح العالم يتحدث بلغة فنونهما وينتظر على أحر من الجماهير ميعاد لقائهما، ولكن أيضاً من المحتمل أن يكون الإبداع الذي يتخطى حدود «الواقعية» لشابي البرتغال والأرجنتين بمثابة إفساد «كلاسيكو» التاريخ الاسباني، خصوصاً أنهما باتا يخطفان الأضواء بطريقة تختلجها المبالغة. ف«القصير الماهر» ميسي نجح منذ 2003 في تجربته مع برشلونة في هز شباك ريال مدريد 19 مرة، وعلى بعد هدف واحد من الرقم التاريخي وهو لم يتجاوز ال25 عاماً! فيما استطاع «عملاق مدريد» رونالدو في بلوغ شباك برشلونة 9 مرات منذ التحاقه بالنادي العاصمي عام 2009. وتأكدت قاعدة «لا صوت يعلو على رونالدو وميسي» في مباراة ذهاب «الليغا» أول من أمس «الأحد» حين تلاشى 10 لاعبين في كل طرف، وظهر اسمان فقط صالا وجالا وفعلا كل شيء في ملعب «الكامب نو»، وأجبرا 95 الف متفرج على متابعتهما فقط من دون الآخرين، وكأن الميدان لا يتسع إلا لهما، فتبادلا العراك بتسجيلهما الأهداف، وتسديداتهما أكثر من كل الحاضرين، وحصولهما على الأخطاء بنسبة أعلى من الجميع. التنافس الذي اشتد ما بين هداف «الريال»، ونظيره في «البرشا» لم يعد داخل الميدان، ولا في مسرح «فيفا» عند تحديد الأفضلية، بل تحول إلى نزال سيطر على كل الأماكن في «الكامب نو» و«سنتياغو برنابيو» وحتى «ميستايا» وكل ميادين الكرة في العالم. الفلسطينيون تابعوا «الكلاسيكو» على رغم دعوات المقاطعة هرع فلسطينيو قطاع غزة مساء أول من امس (الاحد) الى المقاهي لمتابعة «كلاسيكو» كرة القدم الاسبانية بين برشلونة وريال مدريد (2-2) على رغم دعوات المقاطعة بسبب دعوة الجندي الاسرائيلي السابق جلعاد شاليط لمتابعة اللقاء في ارض ملعب «كامب نو». وكانت حركة المقاومة الاسلامية حماس المسيطرة على القطاع، وبعض الناشطين الفلسطينيين، دعوا الى مقاطعة المباراة اثر الدعوة الملتبسة من برشلونة لشاليط لحضورها. وكانت اسرائيل اطلقت سراح 1027 معتقلاً فلسطينياً من سجونها في تشرين الاول (اكتوبر) 2011 لقاء اطلاق سائق الدبابة شاليط (26 عاماً). وفي ظل الرفض الفلسطيني القوي الذي اثارته هذه الدعوى، حاول برشلونة تهدئة نفوس المشجعين الفلطسينيين بدعوته ايضاً الدولي الفلسطيني محمود السرسك الذي افرج عنه في تموز (يوليو) الماضي بعد 3 سنوات من الاحتجاز الاداري اثر خوضه اضراباً عن الطعام لاكثر من 90 يوماًَ.لكن السرسك رفض الدعوة معتبراً ذلك بمثابة «مساواة بين الجلاد الصهيوني والضحية الفلسطيني... قبول دعوة الجندي جلعاد شاليط هو انحياز مرفوض لجندي صهيوني شارك في قتل الابرياء في فلسطين متجاهلاً مشاعر الملايين من مشجعي النادي ومحبيه من الفلسطينيين والعرب والمسلمين».