تجددت المواجهات القبلية التي حصدت مئات القتلى هذه السنة في جنوب السودان، وعاد التوتر إلى الإقليم بعد سقوط أكثر من 160 قتيلاً، غالبيتهم من النساء والأطفال، في غارة شنتها قبيلة المورلي على قبيلة النوير بسبب سرقة أبقار في وقت سابق. وتزامنت هذه المعارك مع اشتباكات بين القوات الحكومية و «حركة العدل والمساواة» المتمردة في دارفور، قرب حقول النفط في ولاية جنوب كردفان. وأعلن حاكم ولاية جونقلي الجنوبية بالوكالة حسين مار نيوت، أن مسلحين من المورلي هاجموا ليل الأحد - الاثنين منطقة مارينق للانتقام من قبيلة النوير، وأوقعت الاشتباكات مئة قتيل من النساء والأطفال و50 رجلاً و11 جندياً من «الجيش الشعبي لتحرير السودان» الذي يسيطر على الإقليم، كما فر مئات من المنطقة، ومازال حصر الخسائر جارياً. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن غوي جويول يول المسؤول المحلي في اكوبو حيث وقعت الاشتباكات قوله ان «عدد الضحايا المؤكد 161، ونحن مستمرون في البحث في الأحراش عن ضحايا». وأشار إلى أن الأوضاع «متوترة، والهاربون من المعارك هناك ما زالوا يتوافدون» إلى بور عاصمة جونقلي. وأكد أن المعارك انتهت غير أن احتمال تجددها قائم. وأضاف أن «الناس يعانون الجوع، والحالة صعبة... لكننا نأمل دائما في تجنب الانزلاق إلى الأسوأ، ونأمل في حصول مفاوضات بين المجموعتين». وأدت المواجهات بين القبيلتين إلى مقتل أكثر من ألف شخص منذ مطلع العام. وتندلع أعمال العنف بين القبائل غالباً بسبب سرقة الماشية أو الخلاف على المصادر الطبيبعية أو بدافع الثأر، لكن ارتفاع أعداد الضحايا، خصوصاً بين الأطفال والنساء، بات ينذر بحرب أهلية بين أبناء الجنوب أنفسهم، كما يهدد الانتخابات المقرر اجراؤها العام المقبل في السودان. وفي ولاية جنوب كردفان، تجددت الاشتباكات بين القوات الحكومية ومتمردي «العدل والمساواة» قرب حقول النفط، ما أدى إلى وقوع قتلى من الطرفين وسط تضارب في المعلومات. وأكدت مصادر رسمية ل «الحياة» أن «قوة المتمردين كانت تريد تزويد قوة محلية بأسلحة في جنوب كردفان... لاستغلال غضب قبيلة المسيرية العربية إزاء قرار التحكيم في شأن ابيي واستقطاب مقاتلين من القبيلة وبناء قوة كبيرة لتحسين الموقف التفاوضي للعدل والمساواة خلال جولة محادثات السلام المقررة في الدوحة قبل نهاية الشهر الجاري». من جهتها، قالت «العدل والمساواة» إن القوة «كانت تتفقد مناطق عسكرية للحركة في جنوب كردفان وتجاوزت مكمناً من الجيش قرب مدية بابنوسة، ما أوقع ضحايا من الطرفين». وأكدت أنها «دمرت سيارات عسكرية حكومية».