هدّد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون، بعرقلة موازنة الاتحاد الأوروبي، «في حال لم تكن متماشية مع مصلحة البريطانيين». وأكد في حديث إلى صحيفة «صنداي تلغراف»، نُشر قبل ساعات على افتتاح المؤتمر السنوي لحزبه المحافظ في برمنغهام (وسط بريطانيا) أمس، أن محاولات زيادة الموازنة الإجمالية للاتحاد خلال المفاوضات المقبلة للأعوام 2014 و2020 «معيبة». وفي ما يتعلق باتفاق الإطار المالي السنوي، رفض كامرون «جمع أموال ضخمة من دافعي الضرائب في الدول الأوروبية لتغذية موازنة مركزية ناشئة، لهذا السبب سنعارض هذا الأمر بشدة ولن نتراجع عن موقفنا». إذ رأى أن «من المعيب إقرار زيادات كبيرة في الموازنة الأوروبية، في وقت يتوجب علينا إجراء اقتطاعات من الموازنة الوطنية». وأعلن أن الحزب الليبرالي الديمقراطي شريك الائتلاف الحاكم «موافق على هذا النهج السياسي». واقترح كامرون، «النظر في إمكان وضع الدول ال 27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي موازنتين منفصلتين، واحدة للدول ال 17 الأعضاء في منطقة اليورو، وأخرى للدول ال 10 غير الأعضاء منها بريطانيا». وعلى صعيد الاقتصاد البريطاني، شدّد كامرون على ضرورة «إجراء خفض أكبر في الإنفاق لتقليص عجز الموازنة»، بعدما أثار تجدد الركود هذه السنة تكهنات بإخفاق الحكومة في التزام المستويات المستهدفة لخفض العجز. وأكد في حديث إلى هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، أن الحكومة الائتلافية التي يقودها المحافظون «عازمة على التزام خطتها للقضاء على عجز الموازنة»، الذي بلغ مستوى قياسياً لدى توليه السلطة عام 2010. وفي السياق ذاته، نبّه حزب المحافظين الحاكم في بريطانيا الشعب إلى «ضرورة الاستعداد لمزيد من التقشف»، مؤكداً «المهمة الصعبة التي تواجه رئيس الوزراء لعلاج اقتصاد واهن، وبناء الدعم بين الناخبين قبل انتخابات عام 2015». وأعلن وزير المال البريطاني جورج اوزبورن، أن على بريطانيا «السماح بمزيد من خفض الإنفاق بعدما سجل الاقتصاد ضعفاً فاق التوقعات هذه السنة». وسيقدم اوزبورن توقعاته في شأن النمو الاقتصادي والاقتراض إلى البرلمان في الخامس من كانون الأول (ديسمبر) المقبل. ورأى محللون، أن كامرون الذي يأتي حزبه خلف حزب العمال المعارض استناداً إلى استطلاعات الرأي، «سيواجه صعوبة للفوز بغالبية صريحة عام 2015، في حال لم تنجح خطة التقشف واستعاد الاقتصاد انتعاشه». ولفت اوزبورن في مقابلة مع صحيفة «ميل اون صنداي»، الى أن «الاقتصاد بدأ يتعافى»، من دون أن يغفل أن «الطريق أطول وأصعب ويجب أن نقطعها، ولا بدّ من اقتطاعات أخرى». واعتبر أن «الدول الغربية تواجه خياراً بسيطاً يتمثل بالغرق أو بالعوم»، لافتاً إلى «وجود دول كثيرة حولنا تتجنب الخيارات الصعبة، ستصبح أكثر فقراً خلال 20 أو 30 سنة».