أكد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، أن المملكة تدرك مع الدول العربية مدى أهمية العلاقات مع دول أميركا الجنوبية، وطالب في كلمته في القمة الثالثة لقادة ورؤساء حكومات الدول العربية ودول أميركا الجنوبية «الأسبا» في مدينة ليما عاصمة بيرو، التي ألقاها نيابة عنه وزير الدولة للشؤون الخارجية رئيس وفد المملكة المشارك في مؤتمر القمة الدكتور نزار مدني، بتنمية العلاقات مع هذه الدول والسعي إلى تعزيزها في جميع المجالات للوصول بها إلى مستوى أفضل من التنسيق والتعاون. وفي ما يأتي نص الكلمة بحسب وكالة الأنباء السعودية: «رئيس جمهورية البيرو رئيس القمة أوينتا أومالا تاسو، رؤساء وفود دول أميركا الجنوبية والدول العربية، الأمين العام لجامعة الدول العربية.. الحضور الكرام.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. يسعدني بدايةً أن أعرب لكم عن شكري وتقديري للدعوة التي تلقيتها للمشاركة في القمة الثالثة لقادة ورؤساء حكومات الدول العربية ودول أميركا الجنوبية التي تعقد باستضافتكم هذا اليوم، ولقد كنت حريصاً على المشاركة شخصياً في هذا المحفل المهم لولا بعض الارتباطات المسبقة، سائلاً المولى عز وجل أن تتكلل أعمال ونتائج هذه القمة المباركة بالنجاح والتوفيق. كما يسرني أن أتقدم لكم يافخامة الرئيس بالشكر والتقدير على جهودكم المميزة لإنجاح هذه القمة، والشكر موصول لأمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، لما قام به من جهود كبيرة خلال رئاسته للقمة الثانية.. أيها الأخوة الكرام.. إننا في المملكة ندرك مع الدول العربية مدى أهمية علاقاتنا مع أصدقائنا من دول أميركا الجنوبية، ونتطلع دائماً إلى تنمية علاقاتنا الجيدة معها، ونسعى إلى تعزيزها في جميع المجالات للوصول بها إلى مستوى أفضل من التنسيق والتعاون، آملين في أن تحقق نتائج هذه القمة المزيد من التقارب والتقدم في العمل المشترك بيننا سواء على صعيد تنمية العلاقات الثنائية، أو على صعيد التفاهم والتنسيق حول الرؤى والمواقف تجاه القضايا والمسائل التي تهمنا على المستويين الإقليمي والدولي. القضية الفلسطينية.. إننا نشعر بالارتياح ونحن نلاحظ مدى التوافق والتقارب بين وجهات نظرنا تجاه العديد من القضايا والمسائل الدولية، ونشيد بالمواقف الإيجابية من دول أميركا الجنوبية المؤيدة للقضايا العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية ووقوفها إلى تحقيق العدالة وتتويجها ذلك باعترافها بدولة فلسطين على حدود عام 1967م، هذا الموقف الذي سيكون له بالغ الأثر في تمكين الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة، وإنهاء مشكلة الشرق الأوسط، تلك المشكلة التي تقف عائقاً أمام الأمن والسلم الدوليين، فعلى الرغم من تأييدنا عبر الجامعة العربية وفي كافة المحافل الدولية للمبادرات والجهود الرامية لتحقيق السلام العادل والشامل، وعلى الرغم من تقدمنا منذ 10 سنوات بخطة سلام شاملة تكفل حق جميع دول المنطقة بالعيش بأمن وسلام، إلا أن إسرائيل قابلت كل ذلك بالمراوغة والمماطلة والعدوان المتواصل، ومع ذلك كله فإننا ما زلنا على ثقة بأن الحق يعلو ولا يعلى عليه، وأن رغبة العالم بالسلام العادل والمحافظة على الاستقرار تتجلى بتأييد إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967م. مكافحة الإرهاب.. إننا ننظر بالتقدير إلى ما حققته القمتان السابقتان من خطوات حيال تنفيذ برامج إعلان برازيليا، وإعلان الدوحة، وما أدى إليه ذلك من تعزيز للتقارب بيننا، وتوفير أرضية صلبة ومتينة ننطلق من خلالها لتحقيق المزيد من التفاهم والتنسيق والتعاون المشترك في كافة المجالات، ولعل تنسيق مواقفنا تجاه مختلف القضايا المطروحة على الساحة الدولية، واتفاق رؤانا حول ضرورة مكافحة الإرهاب والتطرف ونشر ثقافة السلام والحوار فيما بين الثقافات والشعوب خير دليل على ما وصلنا إليه من تعاون وتفاهم وتنسيق.