يتفق المعلقون في الشؤون الحزبية في إسرائيل على أن الحرب الكلامية التي يشنها رئيس الحكومة زعيم «ليكود» على وزير دفاعه ايهود باراك ستفيد الأول داخل حزبه في المعركة الانتخابية الوشيكة، تماماً كما ستفيد صقور الحزب الذين تجمعهم الكراهية لباراك بداعي أنه ضد النشاط الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية المحتلة. ورأوا أن تصعيد التهجم على باراك قد يقضي على فرص حزبه «عتسمؤوت» لاجتياز نسبة الحسم في الانتخابات العامة المقبلة التي يتوقع تبكيرها إلى شباط (فبراير) المقبل، ما يعني إسدال الستار على الحياة السياسة ل «سيد الأمن» في الدولة العبرية. وأفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أمس نقلاً عن مصادر رفيعة في «ليكود» أن نتانياهو درس قبل شهرين فكرة إقالة باراك من منصبه في أعقاب الكشف في وسائل إعلام عن «لقاء سري» عقده الأخير خلال زيارته واشنطن قبل أسبوعين مع رئيس طاقم البيت الأبيض سابقاً رام عمانوئيل من دون علم نتانياهو أو تبليغه. وأضافت الصحيفة أن نتانياهو اتهم باراك، على مسامع وزراء من «ليكود»، بالتآمر ضده والتسبب في إساءة علاقاته مع الإدارة الأميركية، وتشاور معهم في احتمال إقالته، لكن هذه الفكرة لم تتبلور إلى قرار فعلي. ويستغرب مراقبون هذا الصراع المفاجئ بين نتانياهو وباراك، علماً أن الأول اعتبر الثاني حتى الأمس القريب أقرب الوزراء إليه، وهو ما أثار كثيراً حنق وزراء «ليكود». كما تردَد احتمال أن يقوم نتانياهو بتحصين موقع مضمون لباراك على لائحة «ليكود» الانتخابية المقبلة، لكن أقطاب الحزب رفضوا الفكرة قطعياً. وكان باراك انسلخ قبل نحو عامين عن حزب «العمل» الوسطي الذي تزعمه وأقام وأربعة نواب آخرين حزباً جديداً أسموه «عتسمؤوت». في المقابل، هناك من يعتقد أن هجوم نتانياهو على باراك قد يفيد الأخير لدى ناخبي الوسط. وطرح أحد المعلقين احتمال أن يقوم باراك باستغلال صلاحياته باستدعاء الشبان اليهود المتزمتين دينياً (الحرديم) إلى الخدمة العسكرية الإلزامية، ما من شأنه أن يلقى الترحيب لدى أوساط علمانية قد تترجم رضاها إلى دعم باراك وحزبه في صناديق الاقتراع. إلى ذلك، طلب رئيس الكنيست رؤوبين ويبلين من نتانياهو أن يعلن، في حال حسم أمره بتبكير موعد الانتخابات العامة، حل الكنيست الحالية فوراً مع افتتاح الدورة الشتوية منتصف الشهر الجاري، لتفادي قيام نواب بتشريع قوانين خاصة يراد منها الكسب الحزبي.